شهدت منطقة واد القلط، الواقعة إلى الجنوب من مدينة أريحا، وتحديداً تجمع بدو "الكعابنة" القاطنين هناك، اعتداءً جديدًا من قبل المستعمرين، انطلاقاً من البؤرة الرعوية الجديدة في منطقة "جبل قرنطل".
فقد قامت مجموعة من المستعمرين، في ساعات الفجر من يوم الثلاثاء الموافق (15/4/2025)، باستهداف مزرعة لتربية الأغنام، وهي عبارة عن بركس زراعي من الصفيح يقع على أطراف تجمع بدو "الكعابنة" في واد القلط جنوب مدينة أريحا، حيث تقدم العشرات من المستعمرين فجراً، تحت حراسة جيش الاحتلال الإسرائيلي، باتجاه أطراف التجمع البدوي، وهناك قاموا بتهديد السكان بإطلاق النار عليهم وترويعهم، بل ومنعوهم من الخروج من مساكنهم.
وفي الوقت نفسه، قامت مجموعة أخرى من المستعمرين باستهداف المنشأة الزراعية من خلال خلع بوابته وإخراج حوالي 200 رأس من الأغنام كانت بداخله، واقتادوها باتجاه أطراف التجمع، ثم باتجاه الطريق الالتفافي الرئيسي، ليتم تحميلها بواسطة شاحنات إسرائيلية خاصة ونقلها إلى إحدى المستعمرات القريبة.
وتعود ملكية الأغنام التي تمّت سرقتها إلى المواطن ياسر سليمان نجوم، المعيل لأسرة مكوّنة من (13) فردًا، من بينهم (5) أطفال، وهناك (5) نساء ضمن العائلة.
وقد أفاد المزارع المتضرر لباحث المركز بالتالي:
"أقيم هنا في واد القلط منذ ما يزيد على 18 عاماً، وضمن تجمع بدو الكعابنة، حيث أعتمد على تربية ورعي الأغنام كمصدر دخل للعائلة، وما حصل هو أنه عند حوالي الساعة الخامسة صباحًا، استيقظت على صوت نباح الكلاب في الخارج، وعندما نظرت، شاهدت مجموعة كبيرة من المستعمرين تحيط بالتجمع، حاولت الخروج، لكنهم كانوا قد وصلوا إلى أطراف المسكن، وقاموا بتهديدي بإطلاق النار، بل قاموا بترويع الأطفال والنساء من خلال إشهار السلاح والتهديد به، في حين كانت مجموعة أخرى تكسر باب الحظيرة وقامت بسرقة الأغنام، حاول سكان التجمع الوصول إليّ ومساعدتي، لكن الصدمة كانت بوجود جيش الاحتلال داخل المنطقة، حيث قام بتأمين الحماية للمستعمرين أثناء خروجهم من المنطقة وسحب الأغنام. وشاهدت من بعيد شاحنات خاصة تابعة للمستعمرين، يبدو أنها حضرت لتحميل الأغنام، استمر الوضع حتى الساعة السابعة صباحاً، حيث انسحب المستعمرون ولم يتركوا لي إلا بضع نعاج هزيلة ولا تستطيع المشي بسبب المرض، وخسارتي لا تقل عن 350 ألف شيقل."
وبحسب سجلات البحث الميداني، فإن هذه الطريقة في تنفيذ السرقة قد استخدمها المستعمرون أكثر من مرة، وتحديدًا في منطقة برية دير دبوان ومنطقة الرأس - العوجا، وكان يتم ذلك بمساعدة جيش الاحتلال، بهدف الضغط على السكان لإجبارهم على ترك المنطقة ومنعهم من استخدام المراعي.