شرعت مجموعة من المستعمرين مطلع شهر نيسان الحالي (2025م) بإنشاء بؤرة استعمارية رعوية جديدة على أراضي منطقة الخان الأحمر شمال مدينة القدس المحتلة.
يُذكر أن المستعمرين قاموا بتجريف أراضي وتسويتها ونصب أربع خيام سكنية وزراعية عليها وهي تقع على سفح تلة من الأراضي الرعوية، على مساحة أربعة دونمات، لتشكيل نواة لبؤرة استعمارية جديدة تقع على مسافة لا تزيد عن 150 متراً فقط عن الخيام السكنية التابعة لتجمع عرب الجهالين في منطقة الخان الأحمر.
يُذكر أن وجود تلك البؤرة في ذلك الموقع يشكّل خطورة كبيرة على الواقع الزراعي، بل وعلى تواجد المزارعين في تلك المنطقة والسكان البدو على حدّ سواء، حيث بات تواجدهم هناك يشكل نوعاً من الخطورة الشديدة.
ومن الناحية الجيوسياسية، فإن البؤرة الجديدة تُعدّ حلقة وصل رابطة مع عدد من البؤر الاستعمارية، وأيضاً مستعمرة "معاليه أدوميم" القائمة هناك، مما يخلق مستقبلاً نوعاً من التواصل بينها على حساب الأرض والمزارع الفلسطيني.
من جهته، أفاد جميل حمادين، أحد سكان المنطقة والنشطاء فيها، بالقول:
"إن ما يجري هو جريمة جديدة تُضاف إلى رصيد جرائم المستعمرين بحق المنطقة، بل وتُعدّ أيضاً خطوة جديدة نحو التهجير من كامل منطقة الخان الأحمر، والتي لطالما فشل الاحتلال في تهجير السكان منها على مدار العقود الماضية، حيث يوجد على أرض الواقع 35 عائلة بدوية تقطن هناك منذ ما يزيد عن 40 عاماً، وتعتمد على الزراعة وتربية الأغنام كمصدر دخلها الوحيد".
وأضاف:
"إن إقامة تلك البؤرة هو تهديد حقيقي للسكان من خلال سعي هؤلاء المستعمرين للسيطرة على المراعي على امتداد 200 دونم، وأيضاً مهاجمة السكان في وقت لاحق بهدف تفريغهم من المنطقة، كما حصل سابقاً في أكثر من موقع على امتداد الأغوار الفلسطينية."
هذا وينحدر أصل سكان تجمع الجهالين القاطنين في منطقة "الخان الأحمر" إلى منطقة بئر السبع جنوب فلسطين المحتلة، حيث جرى تهجيرهم في عام 1948م إلى منطقة السموع جنوب محافظة الخليل، لكن ظروف الحياة الصعبة وقلة الإمكانيات وعدم توفر المراعي كانت كفيلة بدفع جزء كبير منهم إلى الرحيل نحو مناطق متفرقة من الأغوار الفلسطينية، حيث استقرّ جزء في المنطقة المعروفة باسم "الخان الأحمر"، وجزء آخر في منطقة المعرجات ومغاير الدير، وجزء كبير في منطقة الجفتلك.
أما بالنسبة للتجمع في منطقة "الخان الأحمر"، فيقع تحديداً على مسافة 10 كيلومترات تقريباً شمال شرق بلدة العيزرية، على الطريق الالتفافي المعروف برقم 90، ويُقيم عرب الجهالين في تلك المنطقة منذ ما قبل عام 1967م، أي قبل إنشاء المستعمرات، وعلى رأسها مستعمرة "معاليه أدوميم" التي باتت تبتلع أجزاءً كبيرة من تلك المنطقة.
منظر للبؤرة الاستعمارية الجديدة