2025-05-01
تفاصيل الانتهاك:
في ساعات فجر يوم الخميس الموافق الأول من أيار 2025، أقدمت مجموعة من المستعمرين، انطلاقاً من البؤرة الاستعمارية الرعوية المقامة في منطقة المالح، على استهداف الخط المائي المغذي لمنطقة وادي المالح.
ويمتد هذا الخط من البئر الارتوازي في منطقة عينون، مروراً بخربة يرزا، وصولاً إلى منطقة وادي المالح، بطول يبلغ ستة كيلومترات وبقطر "نصف إنش".
وقد أقدم المستعمرون على قص مقاطع عديدة من هذا الخط وسرقة أجزاء كبيرة منه، علماً أنه تم تنفيذ مد الخط المائي قبل ستة أعوام عبر مؤسسة "العمل ضد الجوع – ACF".
آثار تخريب خط المياه وسرقته
من جهته، صرّح رئيس تجمع بدو المالح، السيد مهدي دراغمة، لباحث المركز:
"فوجئنا بهذا الاعتداء من قبل المستعمرين، فهذا الخط الناقل يُعد شريانًا حيويًا لأهالي منطقة الأغوار الشمالية، وتحديدًا منطقة المالح، حيث يزوّد ما لا يقل عن 45 عائلة بالمياه، ويعتمد سكان المنطقة بشكل كبير على هذا الخط لتأمين احتياجاتهم من مياه الشرب، وبعد تدميره سيضطر المواطنين إلى شراء المياه عبر صهاريج مكلفة، علماً أن تلك الصهاريج غالباً ما يتم مصادرتها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي بحجة دخولها مناطق مغلقة عسكرياً."
كما أفاد المواطن محمد عليان دراغمة، من سكان منطقة البرج القريبة:
"نحن نعتمد على هذا الخط بشكل كبير لتأمين المياه، وفي السابق، كنا نشتري المياه عبر صهاريج تُنقل بواسطة جرار زراعي من قرية بردلة إلى وادي المالح، لمسافة 9 كيلومترات، وهذا كان مكلفاً جدًا بالنسبة للمواطنين الذين أنهكتهم ظروف المعيشة القاسية وشحّ الموارد المتاحة."
تعاني منطقة الأغوار الفلسطينية من عمليات تهويد ممنهجة واستهداف واسع للأراضي عبر زرع البؤر الاستعمارية، إلى جانب سياسات التضييق الشديد على المواطنين، ما يهدد بشكل مباشر بقاء التجمعات البدوية في المنطقة، وتدق هذه الممارسات ناقوس الخطر، في ظل مؤشرات واضحة على نية الاحتلال تنفيذ مخطط ضم الأغوار، الأمر الذي يُنذر بكارثة إنسانية وتهجير قسري وشيك.
استهداف الأراضي الزراعية وهدم الآبار يعد انتهاكاً صارخاً بحق البيئة الفلسطينية:
تعد الاعتداءات الإسرائيلية بحق الأراضي الزراعية والحقوق المائية الفلسطينية انتهاكاً صارخاً بحق البيئة الفلسطينية، فعند استهداف الاحتلال ومستعمريه للآبار وخزانات المياه والبرك يؤدي ذلك الى زيادة نسبة الجفاف والتصحر في الأراضي الزراعية وبالتالي اتلافها بالكامل، حيث أن سياسة الاحتلال ومستعمريه في استهداف آبار المياه والخطوط المائية الناقلة وتدميرها سياسة ممنهجة يتبعها الاحتلال، فهم يلاحقون عيون المياه ويلوثونها أو يستولون عليها كما عين الساكوت في الأغوار وعين حلوة وغيرها.
هذا وبحسب فريق البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي فإنه تم توثيق خلال فترة الحرب (07/10/2023 – 31/12/2024) هدم جيش الاحتلال لـ 113 بئر وخزان مياه وبئر ارتوازي بحجم 3063م3، وتدمير 9 خطوط مياه بطول 2525م، وكانت تروي الآبار 2172 دونماً زراعياً تم اتلاف الزراعة نتيجة فقدانها مصدر الري. وخلال العام الجاري منذ أربعة اشهر الأولى من عام 2025 تم هدم أكثر من 60 بئراً وخزاناً للمياه.
هذا وتصاعدت اعتداءات المستعمرين بحق مصادر المياه الفلسطينية، وبحسب مركز أبحاث الأراضي فإن المستعمرون دمروا وهدموا / أو لوثوا /سرقوا (18 بئر مياه، و121 خزان مياه، و 810 صهاريج مياه، ومصادرة 20 مضخة مياه، 14 شبكة مياه بطول 2950م، 7 ينابيع مياه).