تفاصيل الانتهاك:
شهدت منطقة نبع غزال / الفارسية في منطقة واد المالح الواقعة الى الشرق من محافظة طوباس صباح يوم الأربعاء الموافق (30/4/2025)م، إنشاء بؤرة استعمارية جديدة بالقرب من التجمع البدوي في تلك المنطقة.
فقد قامت مجموعة من المستعمرين بإنشاء بؤرة جديدة وهي عبارة عن مجسم من الخشب على مساحة 100متر مربع تقريباً، وعلى أراضي رعوية، بالقرب من تجمع عين الغزال / الفارسية والذي يقطنه حالياً ما يقارب تسعة عائلات (72) فرداًمن بينهم (30) إناث، حيث تقع تلك البؤرة على مسافة 200مترا فقط.
الصورة أعلاه لمجموعة من الفتية المستعمرين يمهدون لإنشاء بؤرة تنذر بالاستيلاء على مزيد من الاراضي الرعوية
وقد أفاد السيد مهدي دراغمة رئيس تجمع بدوي المالح لباحث المركز بالتالي:
" إن ما يجري هو ضمن سلسلة لتهجير السكان، حيث بات معظم التجمعات البدوية على طول منطقة المالح مهددة بالاستيطان الرعوي والعادي، فلا يوجد تجمع إلا بجانبه بؤرة استعمارية، وفوق هذا وذاك فالاحتلال يعمل على تهجير السكان بالكامل ولم يترك شيئاً لأحد، فبمجرد بناء خيمة جديدة يتم هدمها، كما انه تتم المصادرة لكافة الموارد المائية بالكامل من ينابيع وقنوات مائية، حتى المراعي صودرت بالكامل .. ويتم سرقة الأغنام بين الفينة والأخرى، عدى عن وجود تجمعات بدوية تم تهجيرها بشكل كلي مثل منطقة الفاو ومنطقة أم الجمال، وبالتالي نتحدث عن كارثة كبيرة تحدث الآن لكافة سكان الأغوار والذين يواجهون اليوم خطر الترحيل".
وتعاني منطقة الأغوار الفلسطينية من قيام الاحتلال بتهويد مساحات شاسعة من الأراضي عبر زرع تلك البؤر الاستعمارية والتضييق بشكل كبير على الفلسطينيين بشكل أصبح يهدد كامل التجمعات البدوية في الأغوار بشكل كبير. بل ويدق في الوقت ذاته ناقوس الخطر الذي يهدد السكان بالكامل وينذر بكارثة كبيرة تمهد نحو ما يسمى مخطط ضم الأغوار.
إن إنشاء البؤر الاستعمارية هي سياسة قديمة جديدة هدفها السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي الفلسطينية، ففي الحقيقة أن الأمور لا تتمحور حول الاستيلاء على دونم واحد أو بضعة دونمات بقدر نية سلطات الاحتلال الاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الفلسطينية، حيث تبدأ الفكرة بوضع خيمة أو بيت متنقل أو أكثر ثم تبدأ بالتوسع تدريجياً حتى تصبح بحاجة إلى بنية تحتية ومد خط مياه وشبكة كهرباء وشق طرق اليها وبالتالي يتم الإعلان عن تخطيطها وشرعنتها بأثر رجعي ثم تحويلها إلى مستعمرة تسيطر على مئات الدونمات، تأتي هذه الخطوات بالتزامن مع منع المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم القريبة من تلك البؤر ومنع أعمال استصلاح او بناء بذريعة أمن المستعمرة لكن في حقيقة الأمر لتصبح الأراضي المحيطة بها مخزون استعماري يتم توسعة المستعمرة عليها متى شاءوا.