2025-05-04
تفاصيل الانتهاك:
تشهد منطقة خربة الحمة، الواقعة في قلب الأغوار الشمالية، في الفترة الحالية هجمة شرسة وعنيفة من قِبل قطعان المستعمرين، الذين يواصلون أعمال التخريب والتدمير للمنظومة الزراعية في المنطقة ككل.
ووفقًا للمستجدات الأخيرة، فقد أقدمت مجموعة من المستعمرين من البؤرة الرعوية المقامة على أراضي منطقة "الحمة" على استهداف قطعة أرض مزروعة بالمحاصيل الصيفية الحقلية، تبلغ مساحتها حوالي خمسة دونمات، وتعود ملكيتها للمزارع محمد سامح المساعيد، وقد تعمّد المستعمرون إطلاق قطعان الأبقار التي يمتلكونها باتجاه تلك الأرض، ما أدى إلى إتلافها بشكل كبير.
من جهته، أفاد المزارع المتضرر محمد المساعيد لباحث المركز:
"نحن نتعرض لهجمة كبيرة ومسعورة من قبل المستعمرين خلال الفترة الأخيرة، يقوم المستعمرون بشكل استفزازي، بإطلاق قطعان الأبقار بهدف تخريب أراضينا وإلحاق الضرر بنا، بل ويعتبرون أن أي أرض تصلها أبقارهم باتت مراعي لهم ومن حقهم استغلالها".
وأضاف المزارع المتضرر:
"خسارتي كبيرة؛ لقد فقدت جزءًا من أغنامي سابقًا بسبب قلة المراعي وشحّ المصادر المائية، واليوم أصبحت الأرض التي اعتدت على زراعتها حكرًا للمستعمرين، الذين يتعمّدون إطلاق أبقارهم عليها لإلحاق الخسائر بنا، لقد أبلغنا الارتباط المدني الفلسطيني أكثر من مرة، ولكن دون نتائج ملموسة حتى الآن، علماً بأن الأرض مزروعة بأنواع مختلفة من الحبوب، وتُعدّ مصدرًا أساسيًا لتأمين قوت عائلتي المكوّنة من خمسة أفراد، بينهم ثلاثة أطفال وثلاث إناث."
ويُشار إلى أن الباحث الميداني قد رصد في مرات عديدة قيام المستعمرين القاطنين في البؤر الرعوية بإطلاق أغنامهم وأبقارهم نحو الحقول الزراعية، بهدف إلحاق الضرر بالمزارعين الذين ينتظرون نمو تلك المزروعات لتأمين قوت عائلاتهم، في ظل انعدام الفرص وتراجع قطاع الثروة الحيوانية.
ويُذكر أن تجمع الحمة يُعدّ أحد التجمعات البدوية في وادي المالح، ويقطنه ما لا يقل عن 18 عائلة تعتمد على الزراعة وتربية الأغنام كمصدر دخل أساسي ووحيد. وتقع بالقرب من التجمع بؤرة استعمارية أُقيمت عام 2019، وتشكل تهديدًا مباشرًا لحياة السكان هناك.
وقد رصد الباحث الميداني عدة انتهاكات طالت الأرض والزراعة والفلاح الفلسطيني في خربة الحمة خلال السنوات الماضية.
الرعي الجائر في الأراضي الزراعية الفلسطينية إحدى الانتهاكات البيئية الاسرائيلية الاحتلالية:
إن ممارسة الرعي الجائـر في الأراضي المزروعة قد يؤدي الى تعرية التربة وتآكلها، كذلك يؤدي الى التقليل من التنوع الحيوي، وينتج عنه ّأيضاً تقليل الانتاجية والتنوع البيولوجي والذي يعد أحد أسباب التصحر.
يؤدي الدوس المستمر للعديد من الحيوانات على النباتات في المساحة الخضراء الى تسريع موت النبانات والغطاء النباتي، حيث أن الحيوانات تدوس أثناء الرعي على براعم النمو الجديدة في النباتات وهذا يؤدي الى تآكل التربة، الأمر الذي يتسبب بتدهور للاراضي الزراعية، وفي المناطق مثل قرية بردلة تكون نسبة الضرر كبيرة جداً مما يؤدي الى استمرار حدوث عملية التصحر أيضاً في المناطق الزراعية، وبالتالي احداث أضرار بالبيئة[1].
وبلا أدنى شك فإن الرعي الجائر من قبل عناصر مستعمري الاحتلال يسعى بالأساس الى جعل التربة متصحرة وغير قابلة للحياة من أجل تيئيس أصحاب الأرض الفلسطينيين من إمكانيات الاستفادة منها مما سيدفعهم لتركها والهجرة عنها، لذا فهم يطلقون أغنامهم ومواشيهم في الأراضي الفلسطينية المزروعة بالحبوب أو الخضار أو المخصصة لرعي الاغنام ويمنعونها عن أصحابها، ويكررون الرعي الجائر حتى تصبح التربة خالية من أي أصول أو بذور مما يهدد بانقراض التنوع الحيوي النباتي وبالتالي يهدد التنوع الحيواني وهذا يؤدي بالضرورة الى تهديد التنوع الحشري ويهدد الحياة البرية والنباتية في الأرض. إن رعاة الأغنام من المستوطنين المستعمرين يطلقون مواشيهم في الأرض فقط لكنهم لا يحرثونها للأمطار ولا يزرعونها ولا يعتنون بها زراعياً بل يتركونها بوراً وهذا ما يضاعف من القضاء على تنوعها الحيوي وذلك ببساطة لأنها ليست لهم فهم مارقون سارقون وليسوا مالكون، بينما الفلسطيني تراه يشبه الأرض لأنه لا يفارقها يعانقها وباستمرار يحاورها، فأصحاب الأرض الحقيقيون يحرصون على الرعي الجزئي في مواسم مخصصة تحفظ الأنواع ولا تهدد الحياة البرية، بل يحرصون على الأحياء الدقيقة وعلى النباتات الطبية وذات الندرة، يحرصون على تواصلهم في الأرض لأنهم يرتبطون بها ارتباطاً تاريخياً حتى أصبحت جزءً من الثقافة الشعبية الفلسطينية، إن صاحب الأرض الحقيقي يحرص على إنمائها لا إلى تدهورها لذا بقيت الأراضي الزراعية في فلسطين في حالة تطور واستمرارية منذ آلاف السنين ولكن الاحتلال جعل مواقع عديدة منها متصحرة وبهدف سياسي استعماري تهجيري من أجل أن تصبح هذه المراعي لقمة صائغة للاحتلال ومستعمريه[1].
[1] المصدر: نشرة خاصة أصدرها مركز أبحاث الاراضي – كانون أول 2024 بعنوان (البؤر الاستيطانية الرعوية نقطة انطلاق لنهب المزيد من الأراضي الفلسطينية).
مشروع: حماية الحقوق البيئية الفلسطينية في مناطق "ج" SPERAC IV - GFFO
Disclaimer: The views and opinions expressed in this report are those of Land Research Center and do not necessarily reflect the views or positions of the project donor; the Norwegian Refugee Council.
إخلاء المسؤولية: الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا التقرير هي آراء ووجهات نظر مركز أبحاث الأراضي ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر أو مواقف الجهة المانحة للمشروع؛ المجلس النرويجي. للاجئين
أبقار المستعمرين تعيث خراباً في أراضي المزارعين - خربة الحمة