إقامة بؤرة استعمارية جديدة  داخل تجمع " مغاير الدير" شمال رام الله | LRC

2025-05-11

إقامة بؤرة استعمارية جديدة داخل تجمع " مغاير الدير" شمال رام الله

  • الانتهاك: اقامة بؤرة استعمارية رعوية.
  • الموقع: منطقة " مغاير الدير" شرق بلدة دير دبوان/ محافظة رام الله.
  • تاريخ الانتهاك: 11/05/2025.
  • الجهة المعتدية: مجموعة من المستعمرين.
  • الجهة المتضررة: أهالي تجمع مغاير الدير.

تفاصيل الانتهاك: 

شرعت مجموعة من المستعمرين صباح يوم الأحد الموافق 11/5/2025 بإقامة بؤرة استعمارية جديدة على أراضي تجمّع مغاير الدير البدوي، الواقع إلى الشمال الشرقي من بلدة دير دبوان.

يُذكر أن مجموعة من المستعمرين، يزيد عددهم عن 20 مستعمر، توجهوا برفقة قطيع من الأغنام نحو أطراف تجمع مغاير الدير البدوي، حيث قاموا بالاستيلاء على بركس من الصفيح تبلغ مساحته 96م² يُستخدم في تربية الأغنام، وتعود ملكيته للمواطن أحمد سليمان إبراهيم مليحات، المُعيل لأسرة مكونة من 10 أفراد، من بينهم 4 إناث وطفلان.

عقب ذلك، شرع المستعمرون بنصب عريشة من الشادر والأعمدة الحديدية بجانب البركس، بالإضافة إلى خيمة سكنية، تمهيدًا لإقامة بؤرة استعمارية رعوية جديدة في الموقع، وفي اليوم التالي، قام المستعمرون بشق طريق زراعي، ومدّ البؤرة بالكهرباء والمياه.

وفي إفادته حول تفاصيل ما جرى، قال المواطن أحمد سليمان مليحات:

"يوم الأحد، الساعة السابعة صباحًا، كنت مستيقظًا وجالسًا في منزلي، ولم أكن أذهب إلى البركس منذ 7 أكتوبر 2023، بسبب منع المستعمرين لنا من رعي أغنامنا في المنطقة. سمعت صوت ضجة في الخارج، وعندما خرجت لاستطلاع الأمر، فوجئت بنحو عشرة مستعمرين – أقدّر أن أعمارهم في العشرينيات – يقومون بإدخال أغنامهم إلى أحد البركسات الخاصة بي، المخصصة لإيواء الأغنام، ومساحته 96 مترًا مربعًا، الأغنام جاءت مشيًا، بينما رافقها المستعمرون في نحو عشر مركبات من نوع تندر، بالإضافة إلى تراكتورين، لم نتحدث معهم، لأن أي اعتراض من جانبنا كان سيقابل باعتداء مباشر، إلى جانب الاستيلاء على الحظيرة، نصب المستعمرون في ذات الوقت خيمة كبيرة مكوّنة من أعمدة وشادر دائري أشبه بمظلّة، ووضعوا أغنامهم تحتها، كما أقاموا خيمة ثانية صغيرة الحجم جلسوا فيها، ورأيتهم يخرجون الطعام والشراب والفرشات من سياراتهم، ويعدّون الطعام والشاي على النار، كذلك قاموا بمدّ أنبوب مياه من بئر خاصة بمنطقة درّون إلى البؤرة الجديدة، كل ذلك تم خلال ساعة واحدة فقط."

وأضاف:

"اتصلنا بشرطة الاحتلال مرتين أو ثلاث مرات، ولم تصل سوى دورية واحدة في حوالي الساعة الثانية بعد الظهر، توقفت لعشر دقائق، وشاهدت رجلي شرطة إسرائيليين – اثنين فقط – وهم يشربون الشاي مع المستعمرين، وعندما تحدث إليهم أحد نشطاء السلام، أجابوه بأن هذا الأمر ليس من اختصاصهم، بل من اختصاص الجيش، ثم غادروا المكان، فالمستعمرين يمكثون ليلًا ويصرخون ويشغّلون الأغاني بصوت مرتفع، وأنا الآن لا أغادر منزلي خوفًا من أن يستغلوا غيابي للاعتداء على النساء والأطفال."

فعليًا، فإن إقامة هذه البؤرة الاستعمارية وسط تجمع مغاير الدير – الذي يُعد من آخر التجمعات الصامدة في برية رام الله – يُنذر بكارثة حقيقية قد تدفع السكان نحو الهجرة القسرية، مما يعني فعليًا أن أكثر من 3000 دونم أصبحت فعليًا تحت سيطرة المستعمرين.

ويشار إلى أن تجمع عرب المليحات شرق دير دبوان، وتحديدًا في منطقة مغاير الدير، يُعد حاليًا أكبر تجمع لعرب المليحات في الضفة الغربية، بعد تهجير التجمع الأكبر سابقًا في منطقة المعرجات. ويُقدر عدد سكان التجمع الحالي بنحو  25عائلة – 125 فرداً، أي حوالي 750 نسمة، يعيش السكان في مضارب وبيوت من الزينكو والمعرشات، ويعتمدون على رعي الأغنام كمصدر وحيد للرزق، وقد استقروا في هذه المنطقة منذ نحو 35 عامًا.

يُذكر أن أصول سكان هذا التجمع تعود إلى مناطق بئر السبع المحتلة عام 1948، حيث هُجّروا قسرًا إلى الضفة الغربية، وتوزعوا في عدة مناطق. بسبب اعتمادهم على تربية الأغنام، تنقّلوا بين أكثر من موقع. وفي أواسط الثمانينيات، هُجّروا من منطقة العرقة شرق دير دبوان إلى منطقة مغاير الدير، التي تبعد عنها نحو 7 كم، بحجّة أنها منطقة عسكرية مغلقة. ومنذ ذلك الحين، وهم يقيمون في مغاير الدير حتى بدأت موجة جديدة من الاستهداف الاستيطاني، تنذر بكارثة جديدة قد لا تقلّ عن كارثة نكبة عام 1948.