تفاصيل الانتهاك:
مع حلول ساعات الفجر من يوم الأحد الموافق (5/1/2025م)، أقدمت مجموعة من المستعمرين يُعتقد أنهم من إحدى البؤر الاستعمارية الموجودة على أراضي بلدة ترمسعيا في الجهة الشمالية، على مداهمة منطقة "قرنة عيسى" الواقعة إلى الشمال الشرقي من البلدة، وتحديدًا على الطريق الرابط بين البلدة ومنطقة خربة أبو فلاح، ضمن المناطق المصنفة "ب" حسب اتفاق أوسلو.
يُذكر أن المستعمرين استغلوا حالة الهدوء في المنطقة، وعدم تواجد أي شخص فيها، وقاموا بمداهمة مسكن زراعي مكوّن من كوخ مصنوع من الخشب وسقف من القرميد ودعامات حديدية بمساحة 80 م²، يُحيط بالكوخ مزرعة مزروعة بأشجار اللوز والزيتون بمساحة 1200م²، محاطة بسياج حديدي.
وأشار المصدر إلى أن المستعمرين ألقوا مادة سريعة الاشتعال عبر نافذة المسكن الزراعي، ما أدى إلى اندلاع النيران في المبنى الذي احترق بالكامل.
تعود ملكية المسكن الزراعي إلى المزارع ربحي عبد الرحمن أبو عواد، وهو من سكان بلدة ترمسعيا، ويعيل أسرة مكونة من ستة أفراد بالغين ، بينهم اثنتان من الإناث، أفاد المزارع للباحث الميداني بقوله:
"قبل نحو عام ونصف قمت ببناء كوخ زراعي كمصيف لي ولعائلتي على مساحة 1200م²، المبنى مكوّن من الخشب وسقف من القرميد ودعامات حديدية، ومجهّز بأثاث كامل، قمت بزراعة الأرض المحيطة به بالأشجار المختلفة، وأحطتها بسياج حديدي. ومنذ أحداث الحرب على غزة قام الاحتلال بإغلاق الطريق المؤدي إلى المنطقة، وبالتالي لم أعد أستطيع الذهاب إلى هناك."
وأضاف:
"ما حدث مؤخرًا، أنه عند حوالي الساعة الواحدة والربع فجرًا، تلقيت اتصالًا من أحد الأصدقاء في خربة أبو فلاح يبلغني بأن النيران تشتعل في المبنى الذي أملكه، يقع المبنى على مسافة 3كم عن بيوت البلدة، فقمت برفقة أبنائي بالتوجه إلى الموقع رغم أن الطرق مغلقة بالسواتر الترابية، وعند وصولي، كانت مجموعة من أهالي خربة أبو فلاح المجاورة قد حضروا، وحاولنا بإمكانياتنا البسيطة إطفاء النيران، لكن دون جدوى، إذ احترق المبنى بالكامل بسبب منع جيش الاحتلال طواقم من الدفاع المدني الفلسطيني من الدخول لإطفاء النيران، واستمر الحريق لمدة ساعتين، بالإضافة الى حرق كامل الأثاث داخله، بما في ذلك محول الكهرباء والخلايا الشمسية الأربع التي كانت تزود المبنى بالكهرباء."
وبحسب المتابعات الميدانية في منطقة ترمسعيا، فإن منطقة السهل بالكامل، وحتى الطريق الرابط بين البلدة والقرى الشمالية، مغلقة بالكامل، تشهد المنطقة نشاطًا ملحوظًا يهدف إلى إقامة بؤر رعوية هناك والسيطرة الكاملة على تلك الأراضي، ويُذكر أن الكوخ الذي أُحرق، وما سبقه من حرق لعدد من الغرف الزراعية، جاء نتيجة قيام الاحتلال بإغلاق المنطقة وتسهيل دخول المستعمرين إليها لتنفيذ أعمال التخريب.
آثار إحراق المسكن الزراعي