تفاصيل الانتهاك:
أقدم عدد من المستعمرين صباح يوم الخميس الموافق (28/8/2025)م على إقامة بؤرة استعمارية جديدة على أراضي بلدة ديرستيا الغربية والمعروفة باسم "العواريض"، حيث تقع تلك البؤرة الجديدة على مسافة حوالي ( 300 متر) عن مستعمرة "رفافا" غرب البلدة.
ويشار إلى أن المستعمرين قاموا بتأهيل قطعة أرض زراعية تبلغ مساحتها أربعة دونمات، ونصبوا ثلاث وحدات سكنية عليها تمهيداً للسيطرة الكاملة عليها وإقامة بؤرة جديدة.
الصورة أعلاه منظر للبؤرة الاستعمارية الجديدة على أراضي ديرستيا
من جهته أفاد المزارع والناشط نظمي السمان بالقول:
"إن ما يجري هو فعلياً حرب إبادة للوجود الفلسطيني، حيث تتوسط تلك البؤرة حقول الزيتون، وسوف يطال ضررها ما لا يقل عن 260 دونماً مشجراً بالزيتون المثمر، ما يعني أن المزارعين لن يتمكنوا من الوصول إليها خلال الموسم الحالي بأي شكل من الأشكال".
ويشار إلى أن وجود هذه البؤرة يأتي بالتزامن مع قيام الاحتلال بتعبيد الطرق في محيط مستعمرة "رفافا"، وأيضاً شق طرق استعمارية جديدة، حيث من الممكن أن يلجأ الاحتلال لاحقاً إلى شق طرق لربط تلك البؤرة مع مستعمرة "رفافا"، لتشكل لاحقاً تكتلاً استعمارياً جديداً على حساب الأراضي الفلسطينية وعلى حساب المزارعين أنفسهم، وبذلك تصبح المستعمرة ثلاثة أضعاف ما هي عليه الآن.
مستعمرة "رفافا" اعتداء مستمر على الأراضي الفلسطينية:
تأسست مستعمرة 'رفافا' عام 1991م على أراضي قرية دير ستيا في محافظة سلفيت، وبلغ عدد المستعمرين 703 مستعمراً، وبلغت مساحة البناء 436 دونماً.
يذكر أن مستعمرة 'رفافا' كغيرها من المستعمرات الواقعة على أراضي محافظة سلفيت تساهم في ابتلاع وسرقة الأراضي الزراعية من البلدة بالإضافة إلى كونها مصدر تلويث للبيئة الفلسطينية من خلال ضخ النفايات السائلة والمجاري في الأراضي الزراعية في المنطقة، حيث حولتها من مناطق خلابة إلى مكرهة صحية بفعل تلك المستوطنات في المنطقة، حيث أن حكومة الاحتلال والمستعمرين لا يتقيدون بالقوانين والأعراف الدولية التي توضح كيفية التعامل والتخلص من النفايات الصلبة والسائلة، حيث يظهر هذا جلياً في قيام المستعمرين بإلقاء النفايات الصلبة ومياه الصرف الصحي دون معالجة في وديان بلدة ديرستيا والقرى والبلدات المجاورة.
بلدة دِير إستْيا:
تقع قرية دير إستيا على بعد 10 كم من الجهة الشمالية من مدينة سلفيت ويحدها من الشمال إماتين وجينصافوط وكفر لاقف ومن الغرب عزون و كفر ثلث ومن الشرق زيتا جماعين و كفل حارس ومن الجنوب حارس و قراوة بني حسان
يبلغ عدد سكانها (3,696) نسمة حتى عام ( 2017 ) م.
تبلغ مساحتها الإجمالية 34,125 دونم، منها 640 دونم عبارة عن مسطح بناء.
وصادر الاحتلال من أراضيها ما مساحته (4,257) دونم وفيما يلي التوضيح:
1- نهبت المستعمرات الإسرائيلية من أراضي القرية مساحة ( 4024 ) دونم ، وهي:
اسم المستعمرة | سنة التأسيس | مساحة الأراضي المصادرة / دونم | عدد المستعمرين 2018 | حجم استيلاء المستوطنة من أراضي القرية |
رفافا | 1991 | 167 | 2,664 | |
ياكير | 1981 | 757 | 2,341 | كامل المستوطنة |
جينات شمرون | 1985 | 944 | NA | |
كرني شمرون | 1978 | 540 | 8,388 | |
نوفيم | 1986 | 663 | 867 | كامل المستوطنة |
عمانوئيل | 1981 | 879 | 4,220 | |
معاليه شمرون | 1980 | 52 | 1,002 | |
الماتان | 1981 | 22 | NA | كامل المستوطنة |
2- نهبت الطرق الالتفافية التي تحمل الرقم 55 و5066 ما مساحته (118) دونم.
3- نهب الجدار العنصري (القائم) تحت مساره (115) دونم، ويبلغ طوله (1,148) متراً. في حال استكمال الجدار سيعزل (8,408) دونم وسيجرف (160) دونم.
وتصنف أراضي حسب اتفاق أوسلو للقرية:
– مناطق مصنفة B (6,132) دونم.
– مناطق مصنفة C (27,993) دونم.
البؤرة الاستعمارية الجديدة على أراضي دير استيا تهدد الأراضي الزراعية والبيئة الفلسطينية:
إن إنشاء البؤرة الاستعمارية الجديدة وسط حقول زيتون دير استيا سيجعل مئات الدونمات المزروعة بالزيتون والأشجار المثمرة وغيرها مهددة لصالح التوسع الاستعماري، الأمر الذي يهدد البيئة الفلسطينية في البلدة بفعل استمرار بناء بؤر استعمارية وتوسيع المستعمرات القائمة منها، حيث إن بناء بؤرة استعمارية جديدة على أراضي رعوية يعني ذلك إحداث تلوث بيئي إضافي.
فأشكال التلوث البيئي التي تحدثها المستوطنات والمصانع الإسرائيلية، من مياه عادمة وتدمير وتجريف للأراضي الزراعية والرعوية وتحويلها إلى مناطق بناء استيطاني جميعها انعكست بشكل خطير على التنوع الحيوي في فلسطين، حيث يعمل تجريف الأراضي لإقامة المستوطنات وشق الطرق الالتفافية على إزالة المساحات الخضراء بعد إزالة النباتات والأشجار، ومساحات واسعة من الغابات، وهذا يعني أن أعداداً كبيرة من أنواع النباتات قد اختفت ولم يسمح لها بالنمو مرة أخرى في نفس المنطقة.
كما تؤدي أعمال التجريف إلى إزالة وهدم أماكن سكن الحيوانات البرية، بالتالي إلى هروبها وهجرتها إلى أماكن أخرى، وخلق حالة من التجزئة البيئية في فلسطين. كما أن الآثار الناجمة عن الملوثات البيئية الأخرى قد انعكست على نمو النباتات وتكاثر الحشرات وانتشار الأوبئة التي من شأنها أن تلقي بظلالها على الحياة الحيوانية البرية. والمعضلة الكبرى هي استنزاف المياه الفلسطينية الذي أدى إلى تناقصها، وعدم قدرة النباتات والأشجار على النمو.
إن إنشاء البؤر الاستعمارية هي سياسة قديمة جديدة هدفها السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي الفلسطينية، ففي الحقيقة أن الأمور لا تتمحور حول الاستيلاء على دونم واحد أو بضعة دونمات بقدر نية سلطات الاحتلال الاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الفلسطينية، حيث تبدأ الفكرة بوضع خيمة أو بيت متنقل أو أكثر ثم تبدأ بالتوسع تدريجياً حتى تصبح بحاجة إلى بنية تحتية ومد خط مياه وشبكة كهرباء وشق طرق اليها وبالتالي يتم الإعلان عن تخطيطها وشرعنتها بأثر رجعي ثم تحويلها إلى مستعمرة تسيطر على مئات الدونمات، تأتي هذه الخطوات بالتزامن مع منع المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم القريبة من تلك البؤر ومنع أعمال استصلاح او بناء بذريعة أمن المستعمرة لكن في حقيقة الأمر لتصبح الأراضي المحيطة بها مخزون استعماري يتم توسعة المستعمرة عليها متى شاءوا.
وفي الختام:
إن إقامة بؤرة استعمارية جديدة على أراضي بلدة ديرستيا، وتحديدًا على أراضي زراعية خاصة، يشكل انتهاكًا صارخًا لقواعد القانون الدولي الإنساني، وعلى وجه الخصوص لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، التي تحظر على قوة الاحتلال نقل سكانها المدنيين إلى الأراضي المحتلة أو الاستيلاء على الممتلكات الخاصة إلا للضرورة العسكرية المؤقتة. كما أن إقامة هذه البؤرة الاستعمارية في قلب الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون وتقييد وصول المزارعين إليها يعد انتهاكًا لحقوق الإنسان الأساسية، وعلى رأسها الحق في الملكية، وحرية الحركة، والعمل، والحياة الكريمة.