تفاصيل الانتهاك:
في حوالي الساعة السابعة مساء يوم الاثنين الموافق 1/9/2025م، أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام منطقة "السموكة" المحاذية للطريق الالتفافي الاستعماري رقم 60، وقام بإطلاق قنابل صوتية وأخرى حارقة ضمن نشاط لجيش الاحتلال في المنطقة، مما أدى إلى اندلاع النيران بين أشجار الزيتون والتي سرعان ما انتشرت لتطال 28 شجرة زيتون بعمر 30 عاماً، حيث إن وفرة الأعشاب الجافة وارتفاع درجات الحرارة كانت كفيلة بتمدد النيران لتطال مساحات كبيرة من الأراضي.
وتعود ملكية الأشجار المحترقة والمتضررة بشكل كلي إلى المزارع مصطفى إبراهيم محمد قادوس، المعيل لأسرة مكونة من (2) أفراد من بينهم أنثى واحدة.
المزارع قادوس أفاد بالقول:
"تُعتبر الأراضي المحاذية للطريق الالتفافي رقم 60 من أكثر القطع والمواقع تعرضاً لاعتداءات المستعمرين وجيش الاحتلال، حيث إننا نعاني دائماً من مضايقات الاحتلال لنا كون هذا الطريق الالتفافي يخدم عدداً من التجمعات الاستعمارية القائمة في المنطقة، وسبق أن حدثت حرائق في المنطقة بفعل المستعمرين وجيش الاحتلال".
وأضاف القول:
"عند حوالي السابعة مساءً من يوم الاثنين، كان هناك تواجد مكثف لجيش الاحتلال على الطريق الالتفافي، وقد بدأ جيش الاحتلال بإطلاق القنابل الصوتية وقنابل الإنارة في الموقع، حيث سقط قسم منها في الأراضي المجاورة للطريق مما أدى إلى اندلاع النيران، حيث كان في البداية من الممكن السيطرة على النيران، ولكن جيش الاحتلال تعامل باستهتار في الأمر إلى أن امتدت النيران لتطال دونمين من أرضي وتحرق 28 شجرة زيتون. وقد ساهمت طواقم الدفاع المدني الفلسطيني الموجودة في بورين في إخماد النيران، وقد تكبدت خسائر كبيرة علماً بأن تلك الأشجار كانت تنتج ما لا يقل عن 150 كيلو زيت زيتون في كل موسم، وهذا الاعتداء لا يُعتبر الأول بل تكرر في عدة مواقع من أرضي وأراضي عائلتي سابقاً وبنفس آلية التخريب".
ويُشار إلى أن قرية بورين تعتبر نموذجاً حياً لحجم اعتداءات المستعمرين وجيش الاحتلال فيما يتعلق بأشجار الزيتون، حيث إن المئات بل الآلاف من أشجار الزيتون تم إحراقها وإتلافها بفعل المستعمرين على مدار السنوات الماضية، لدرجة أن ذلك انعكس بشكل واضح على الوضع الاقتصادي للمزارعين، علماً بأن معظم تلك الاعتداءات تم تنفيذها من خلال المستعمرين في مستعمرة "يتسهار" الجاثمة بشكل جزئي على أراضي القرية.
ويُذكر أن مستعمرة "يتسهار" أقيمت عام 1983 على أراضي المزارعين الفلسطينيين في قرى بورين وعصيرة القبلية جنوب غرب مدينة نابلس، وذلك كنواة استعمارية صغيرة على التلال التابعة لتلك القرى، ومن ثم أخذت المستعمرة بالتوسع لتصادر عشرات الدونمات الزراعية من قرى بورين، عصيرة القبلية، عوريف، مادما، حوارة. وبلغت الحدود البلدية للمستعمرة حتى نهاية عام 2005 نحو 1223 دونماً من بينها 269 دونماً مسطحات بناء (المصدر - مؤسسة سلام الشرق الأوسط – واشنطن). وتقع المستعمرة ضمن الحوض الطبيعي رقم (8) على أجزاء من قطع الأراضي المسماة (سلمان الفارسي، المرج، جبل الندى، خليل سلامة المهر)، ويوجد في المكان الذي أقيمت على أراضيه المستعمرة مقام القائد المسلم سلمان الفارسي، والجبل المحيط عُرف بجبل سلمان الفارسي نسبة له.
نبذة عن قرية بورين:
تقع على بعد 8كم جنوب مدينة نابلس، وتبلغ مساحتها الإجمالية 10,416 دونم وهناك 335 دونم مساحة مسطح البناء، ويبلغ عدد سكانها قرابة 3500 نسمة، ومقام على أرضها مستعمرتين إسرائيليتين وهما: ' براخاه' صادرت من أراضيها 205 دونماً، ومستعمرة ' ايتسهار' صادرت من أراضيها 150 دونماً. ( المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز أبحاث الأراضي).
الاعتداء على الأشجار ... شكل من أشكال الانتهاكات الاسرائيلية للبيئة الفلسطينية:
تتصاعد وتيرة هجمات المستعمرين والجيش على الأشجار الفلسطينية، حيث وبحسب فريق البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي فإن الاحتلال استهدف خلال عام 2024 أكثر من 59,500 شجرة وشتلة هي الأعلى منذ 10 سنوات ماضية-، 90% من هذه الأشجار أعدمت بالكامل وهو ما ينذر بكارثة بيئية حقيقية خاصة أنه عند فقدان الأشجار سواء بالقطع أو الحرق أو التسميم فإنه ينتج عن ذلك نقص في عدد الأشجار مما يعني تقلص مساحة الغطاء النباتي والتي تمد المنطقة بكميات كبيرة من الأوكسجين وتخلصها من غاز الكربون، كذلك عند فقدان الأشجار تصبح الحيوانات غير قادرة على العثور على مأوى وغذاء وبالتالي تهدد بانقراض بعض الحيوانات بسبب تدمير موطنهم الطبيعي وهذا يضر بالتنوع الحيوي.
236,660 شجرة اعتدى عليها الاحتلال الاسرائيلي ومستعمريه خلال العشرة سنوات الماضية (2015- الربع الأول من عام 2025) بحسب فريق البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي، وهذا يعد انتهاكاً صارخاً للبيئة ولكافة القوانين التي نادت بحمايتها.
الصور المرفقة لآثار حرق الأشجار