الرعي الجائر من أغنام المستعمرين يتسبب في  تخريب وإتلاف 13 دونماً مزروعة باللوزيات  في بلدة سبسطية شمال نابلس | LRC

2025-12-10

الرعي الجائر من أغنام المستعمرين يتسبب في تخريب وإتلاف 13 دونماً مزروعة باللوزيات في بلدة سبسطية شمال نابلس

  • الانتهاك: تخريب واتلاف 13 دونم مشجرة باللوزيات.
  • الموقع: بلدة سبسطية الواقعة الى الشمال من نابلس.
  • تاريخ الانتهاك: 10/12/2025.
  • الجهة المعتدية: مجموعة من المستعمرين.
  • الجهة المتضررة: المزارع ياسين بسيم ياسين سعودي.

تفاصيل الإنتهاك:

يواصل المستعمرون القاطنون في البؤر الرعوية المنتشرة في سهل دير شرف وقرية رامين اعتداءاتهم على الحقول الزراعية في منطقتي "المسعودية" و"موارس العابور" الواقعتين إلى الشمال من بلدة سبسطية في محافظة نابلس، حيث إن وتيرة هذه الانتهاكات بدأت تتزايد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، لدرجة أن منطقة المسعودية بالكامل باتت مهددة، وعلى امتداد يزيد عن 300 دونم، مشجرة في معظمها بالزيتون واللوزيات، بفعل أعمال العربدة والتخريب التي ينتهجها هؤلاء المستعمرون.

وبحسب المستجدات الأخيرة، فإن مجموعة من المستعمرين، وتحديدًا من البؤرة القائمة في سهل دير شرف، أقدموا عصر يوم الأربعاء الموافق العاشر من شهر كانون أول 2025 على إطلاق مجموعة من الأغنام ضمن قطيع مكون من حوالي 70 رأسا صوب الأراضي الزراعية في منطقة "موارس العابور"، حيث كان التركيز على قطعة زراعية تقع بالقرب من حاووز المياه المركزي الذي يغذي مدينة نابلس، وتعود ملكيتها للمزارع ياسين بسيم ياسين سعودي من سكان بلدة سبسطية، وهو المعيل لأسرة مكونة من خمسة أفراد، من بينهم اثنتان من الإناث وثلاثة أطفال.

وقد سبق ذلك قيام المستعمرين بقص السياج المعدني الذي وضعه المزارع في محيط القطعة باستخدام أدوات حادة كانت بحوزتهم، الأمر الذي أدى إلى إحداث أضرار جسيمة تمثلت في تخريب الغراس وسرقة البوابة المعدنية المحيطة، علما بأن مساحة القطعة تبلغ 13 دونماً، وتمت زراعتها بنحو 350 غرسة لوزيات بعمر عامين، ويأتي هذا المشروع الذي ينفذه مركز أبحاث الأراضي بتمويل من الممثلية الهولندية، ضمن برنامج الاستثمار بالمياه " الأرض والطرق الزراعية.

"وأفاد المزارع المتضرر بالقول: 

"أمتلك قطعة أرض في منطقة موارس العابور تبلغ مساحتها 13 دونماً، وهي أراض طابو منتهي التسوية الأردنية، وكانت سابقاً تزرع بالبقوليات، وفي العام 2023م حصلت على مشروع من مركز أبحاث الأراضي بتمويل الممثلية الهولندية، حيث تم تأهيل الأرض وزراعتها باللوزيات، كما تم إقامة سياج حول الأرض بطول 900 متر، بالإضافة إلى بوابة حديدية".

وأضاف قائلاً:

 "ما حصل أنه منذ إقامة البؤر الرعوية في منطقتي دير شرف ورأس قابوس ونحن في دوامة صراع مع المستعمرين، تارة يقومون بسرقة السياج، وتارة أخرى بسرقة المعدات الزراعية وساعة المياه، وقبل أيام تفاجأت بقيام المستعمرين بقص السياج المعدني الذي وضعته حول أرضي، ثم قاموا بإطلاق قطعان الأغنام صوب الأشجار، حيث قامت تلك الأغنام برعي وإتلاف كامل الغراس نتيجة الرعي الجائر، ما ألحق الضرر بـ350 غرسة لوزيات، هذا الأمر ألحق بي ضرراً نفسياً وتسبب لي بمعاناة كبيرة".

واستطرد قائلاً:

 "في كل مرة كنت أذهب فيها إلى أرضي كنت أواجه المستعمرين وجيش الاحتلال على حد سواء، حيث يحاول جيش الاحتلال دائماً عرقلتي في الوصول إلى أرضي، وقد حاول مرات عديدة منعي من دخولها تحت ذرائع أمنية، لدرجة بات معها الذهاب إلى هناك رحلة من العذاب والمشقة، ورغم ذلك، لدي إصرار على الذهاب والحفاظ على أرضي".

يذكر أن منطقة المسعودية وأراضي بلدة سبسطية تشهد هجمات شبه يومية من قبل المستعمرين على الأراضي الزراعية، في محاولة لمنع المزارعين من التواجد هناك وسلبهم حقهم الطبيعي في فلاحة أراضيهم، علماً بأن الباحث الميداني وثق على مدار العامين الماضيين عددًا كبيرًا من هذه الاعتداءات وفي الموقع نفسه.

بلدة سبسطية[1] :

تقع بلدة سبسطية على بعد (12)كم الجهة الشمالية الغربية من مدينة نابلس، ويحدها من الشمال قرية برقة، ومن الغرب قرية المسعودية، ومن الشرق نصف جبيل، ومن الجنوب قريتي الناقورة ودير شرف. ويبلغ عدد سكانها 3205 نسمة حتى عام 2017م. وتبلغ مساحة القرية الإجمالية 16,225 دونماً منها 521 دونم عبارة عن مسطح بناء للقرية. هذا وتصنف أراضي القرية حسب اتفاق أوسلو إلى:

مناطق A(8942 ) دونم

مناطق مصنفة B(4980) دونم.

مناطق مصنفة C(2303) دونم.

إن قيام المستعمرين بإطلاق قطعان الأغنام داخل الأراضي الزراعية في بلدة سبسطية، وما نتج عنه من تدمير كامل للمحاصيل وإتلاف البنية الزراعية، يشكّل انتهاكًا واضحًا للقوانين والاتفاقيات البيئية الدولية التي تحظر الممارسات المؤدية إلى تدهور الأراضي والغطاء النباتي. فوفق اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحّر (UNCCD) يُعد الرعي الجائر أحد أبرز العوامل المسببة لتدهور التربة وفقدان خصوبتها، الأمر الذي تحظر الاتفاقية ممارسته أو تشجيعه في المناطق الهشّة بيئيًا. كما تؤكد اتفاقية التنوع البيولوجي (CBD) على ضرورة حماية النظم البيئية الزراعية ومنع أي نشاط يؤدي إلى تدمير الغطاء النباتي أو الإضرار بالتنوع الحيوي، وهو ما ينطبق على حالة إطلاق المستعمرين أغنامهم أو أبقارهم داخل الأراضي الفلسطينية المزروعة بشكل متعمد.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن القانون الدولي الإنساني يحظر الاعتداء على الممتلكات المدنية والموارد الطبيعية، ويصف أي ضرر متعمد يلحق بالأراضي الزراعية بأنه انتهاك يعرّض السكان المدنيين لفقدان مصادر رزقهم. وفي إطار أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف 15 (الحياة في البر)، يُعد الحفاظ على الأراضي ومنع ممارسات الرعي الجائر جزءًا أساسيًا من الالتزامات الدولية لحماية البيئة وضمان استمرارية الإنتاج الزراعي.

وبناءً عليه، فإن ما حدث في سبسطية لا يمثل مجرد اعتداء على ملكية خاصة، بل هو خرق بيئي وقانوني مركّب يمسّ المنظومة الزراعية والبيئية ويخالف الالتزامات الدولية بحماية الأرض، وتجنب الممارسات التي تُسهم في التصحّر وتدهور البيئة.

مشروع: حماية الحقوق البيئية الفلسطينية في مناطق "ج" SPERAC IV - GFFO

Disclaimer: The views and opinions expressed in this report are those of Land Research Center and do not necessarily reflect the views or positions of the project donor; the Norwegian Refugee Council.

إخلاء المسؤولية: الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا التقرير هي آراء ووجهات نظر مركز أبحاث الأراضي ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر أو مواقف الجهة المانحة للمشروع؛ المجلس النرويجي. للاجئين

[1] المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز ابحاث الاراضي.

آثار رعي وتخريب أراضي المزارع ياسين سعودي في سبسطية