2025-05-18

مستعمرون ينشؤون بؤرة استعمارية رعوية على أراضي وسط حقول الزيتون في بلدة سلواد / محافظة رام الله

  • الانتهاك: إقامة بؤرة  رعوية  جديدة.
  • الموقع:  أراضي  بلدة   سلواد الواقعة شمال  مدينة رام الله.
  • تاريخ  الانتهاك: 18/05/2025.
  • الجهة  المعتدية:   مجموعة  من المستعمرين.
  • الجهة  المتضررة: أهالي بلدة سلواد عامة، والمزارعين خاصة.

تفاصيل   الانتهاك:

شرعت مجموعة من المستعمرين صباح يوم الأحد الموافق (18/5/2025) في إقامة بؤرة استعمارية جديدة على أراضي بلدة سلواد، تحديداً على أنقاض الموقع الأثري الموجود في منطقة "عيون الحرامية"، ضمن القطعة 185 والحوض رقم 11، علماً بأن الأرض مملوكة ملكية خاصة لمزارع من المنطقة.

وبحسب المتابعة الميدانية، أقدم المستعمرون على نصب خيمة زراعية وإقامة حظيرة للأغنام بجانبها، على مساحة دونم تقريباً، ضمن قطعة أرض مزروعة بأشجار الزيتون، ومحاذية للطريق الالتفافي المعروف بطريق رقم 60.

الصور المرفقة  للبؤرة الرعوية الاستعمارية

من جانبه، أفاد السيد رائد نمر، رئيس مجلس بلدي سلواد، لباحث المركز بالتالي:

"إن إقامة بؤرة رعوية تحديداً في هذا الموقع يحمل مخاطر كبيرة، حيث يوجد ما لا يقل عن 300 دونم مملوكة لمزارعين من بلدة سلواد وبلدة المزرعة الشرقية، قريبة من تلك البؤرة، وهذه الأراضي مزروعة بالزيتون المثمر في معظمها، وستكون مهددة بالكامل جراء إقامة تلك البؤرة الرعوية الجديدة."

وبحسب مؤشرات البحث الميداني، فإن تلك البؤرة هي الثانية من نوعها خلال أقل من عام واحد على أراضي بلدة سلواد، حيث إنه في تشرين الثاني من العام 2024، أقدمت مجموعة من المستعمرين على إنشاء بؤرة استعمارية رعوية أخرى على أراضي بلدة سلواد الشرقية، ضمن الموقع المعروف باسم "البرج".

وقد قام المستعمرون في تلك الفترة بالسيطرة على قطعة أرض رعوية تعود ملكيتها إلى مزارعين في البلدة، حيث نصبوا ثلاث خيام سكنية وحظيرة للأغنام على مساحة دونمين، تمهيداً لإنشاء بؤرة رعوية جديدة في المنطقة، على أراضٍ تصنّف بأنها "طابو أرني" منتهي التسوية.

بلدة  سلواد :

تقع بلدة سلواد في الجهة الشمالية الشرقية من بلدة سلواد، حيث تبلغ مساحة البلدة الإجمالية قرابة 18400 دونم منها 5100 عبارة عن المخطط الهيكلي للبلدة، في حين يبلغ عدد السكان قرابة 10,000 نسمة حسب معطيات المجلس البلدي في سلواد. يوجد على أراض بلدة سلواد أجزاء من مستعمرة عوفرا حيث تتمركز تلك المستعمرة في الجهة الشرقية من البلدة و تسيطر على ما لايقل عن 21% من أراضي البلدة.

البؤرة الاستعمارية الجديدة على أراضي سلواد تهدد حقول الزيتون والأراضي الزراعية والبيئة الفلسطينية:

إن إنشاء البؤرة الاستعمارية الجديدة وسط حقول الزيتون والأراضي الزراعية سيجعل مئات الدونمات المزروعة بالزيتون والأشجار المثمرة وغيرها مهددة لصالح التوسع الاستعماري، الأمر الذي  يهدد البيئة الفلسطينية في البلدة بفعل استمرار بناء بؤر استعمارية  وتوسيع المستعمرات القائمة منها، حيث إن بناء بؤرة استعمارية جديدة على أراضي زراعية يعني ذلك إحداث تلوث بيئي إضافي.

 فأشكال التلوث البيئي التي تحدثها المستوطنات والمصانع الإسرائيلية، من مياه عادمة وتدمير وتجريف للأراضي الزراعية والرعوية وتحويلها إلى مناطق بناء استيطاني جميعها انعكست بشكل خطير على التنوع الحيوي في فلسطين، حيث يعمل تجريف الأراضي لإقامة المستوطنات وشق الطرق الالتفافية على إزالة المساحات الخضراء بعد إزالة النباتات والأشجار، ومساحات واسعة من الغابات، وهذا يعني أن أعداداً كبيرة من أنواع النباتات قد اختفت ولم يسمح لها بالنمو مرة أخرى في نفس المنطقة.

كما تؤدي أعمال التجريف إلى إزالة وهدم أماكن سكن الحيوانات البرية، بالتالي إلى هروبها وهجرتها إلى أماكن أخرى، وخلق حالة من التجزئة البيئية في فلسطين. كما أن الآثار الناجمة عن الملوثات البيئية الأخرى قد انعكست على نمو النباتات وتكاثر الحشرات وانتشار الأوبئة التي من شأنها أن تلقي بظلالها على الحياة الحيوانية البرية. والمعضلة الكبرى هي استنزاف المياه الفلسطينية الذي أدى إلى تناقصها، وعدم قدرة النباتات والأشجار على النمو.

إن إنشاء البؤر الاستعمارية هي سياسة قديمة جديدة هدفها السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي الفلسطينية، ففي الحقيقة أن الأمور لا تتمحور حول الاستيلاء على دونم واحد أو بضعة دونمات بقدر نية سلطات الاحتلال الاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الفلسطينية، حيث تبدأ الفكرة بوضع خيمة أو بيت متنقل أو أكثر ثم تبدأ بالتوسع تدريجياً حتى تصبح بحاجة إلى بنية تحتية ومد خط مياه وشبكة كهرباء وشق طرق اليها وبالتالي يتم الإعلان عن تخطيطها وشرعنتها بأثر رجعي ثم تحويلها إلى مستعمرة تسيطر على مئات الدونمات، تأتي هذه الخطوات بالتزامن مع منع المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم القريبة من تلك البؤر ومنع أعمال استصلاح او بناء بذريعة أمن المستعمرة لكن في حقيقة الأمر لتصبح الأراضي المحيطة بها مخزون استعماري يتم توسعة المستعمرة عليها متى شاءوا.