• الانتهاك:هدم حاوزو للمياه وتدمير شبكة للري.
• الموقع: منطقة التياسير الواقعة الى الشرق من مدينة طوباس.
• تاريخ الانتهاك: 05/08/2025.
• الجهة  المعتدية: ما تسمى بالإدارة المدنية الإسرائيلية.
• الجهة المتضررة: المزارع  رائد حمدان   دراغمة.

تفاصيل الانتهاك:

في صباح يوم الثلاثاء الموافق الخامس من آب 2025 – عند حوالي الساعة التاسعة صباحاً أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عبر ما يسمى بـ "الإدارة المدنية" على هدم حاووز معدني لجمع المياه وتدمير شبكة أنابيب في منطقة "الصافح" شرق قرية التياسير.

جدير بالذكر بأن الاحتلال هدم الحاووز المعدني لجمع المياه بسعة 500م³، بالإضافة إلى تدمير شبكة أنابيب بطول 800 متر من أنابيب المياه المعدنية بقطر أربعة إنشات كانت تنقل المياه من ذلك الحاووزلري نحو 300 دونم من الأراضي الزراعية،  والمزروعة في معظمها بالخضار المكشوفة والمحمية. وكانت شبكة الري نُفذت بتمويل جزئي من خلال إحدى المنظمات الزراعية في العام 2023.

المنشأة الزراعية التي تعود للمزارع الفلسطيني رائد حمدان دراغمة كانت تؤمن مياه الري بسعر منخفض للمزارعين، وتُسهم في تعزيز الأمن الغذائي المحلي، وحماية الأراضي من التصحر، ودعم الاستقرار السكاني في منطقة مهددة باستمرار بالتوسع الاستيطاني.

الصورة أعلاه آثار هدم حاووز المياه – قرية التياسير- طوباس

وتعود ملكية الحاووز إلى المزارع رائد حمدان دراغمة، المعيل لأسرة مكونة من (9) أفراد، من بينهم (4) إناث، وهناك (2) أطفال ضمن العائلة، حيث أفاد المزارع المتضرر بالقول: 

"في العام 2023 شرعت ببناء حاووز لجمع المياه بتمويل من إحدى المنظمات الزراعية العاملة في المنطقة، وقمت بتجهيز شبكة لنقل المياه صوب الحقول المجاورة، حيث إن ذلك يساهم في خلق تنمية زراعية في المنطقة كلها، ويُساهم في حماية الأراضي الزراعية من التصحر وثبات المزارعين في المنطقة في ظل الزحف الاستعماري هناك، وكنت أبيع المياه بسعر شيكل واحد للمتر المكعب، وهذا كان يُسهل على المزارعين الحصول على المياه بسعر يساعد في التنمية الزراعية، وفي شهر آذار2025 تم إخطار الحاووز بوقف العمل، حيث كلفتُ محامياً للمتابعة مع تجهيز كامل ما يلزم من الأوراق، ورغم ذلك تم هدم الحاووز، وقد خسرت كل شيء هناك، والأراضي التي كانت تستفيد هي الأخرى من المياه قد تضررت أيضاً على مساحة 300 دونم مزروعة بالخضار".

تجدر الإشارة إلى أنه خلال الأعوام الماضية، فقد شهدت القرية في تلك الفترة تصعيدًا من قبل الاحتلال الإسرائيلي عبر سياسة التحايل وسرقة الأرض تحت مسميات مختلفة، منها: أراضي دولة، مناطق تدريبات عسكرية، بالإضافة إلى محميات طبيعية، والنتيجة الحتمية هي مصادرة 36 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية حسب معطيات وزارة الجدار والاستيطان الفلسطينية، لصالح مخطط الاحتلال في توسعة المستعمرات القائمة، والقضاء نهائيًا على فكرة الدولة الفلسطينية عبر تمزيق الضفة الغربية وخلق واقع يصعب التعامل معه وتغييره على حساب الأرض والإنسان والكرامة الفلسطينية.

قرية التياسير:

عرفت في العهد الروماني باسم (أسر) تقع إلى الجهة الشرقية من مدينة طوباس 3كم، وتتبع إداريا محافظة طوباس.

تبلغ المساحة العمرانية للقرية حوالي 180 دونماً، وتبلغ مساحة أراضيها الكلية 23300 دونم. تحيط بأراضيها أراضي مدينة طوباس من جميع جهاتها تزرع فيها الحبوب والقطاني بالإضافة إلى الأشجار المثمرة وخاصة الزيتون يعتني سكانها بتربية المواشي .

بلغ عدد سكانها عام 1922 حوالي 146 نسمة ارتفع إلى 260 نسمة وفي عام 1967م بلغ عدد سكانها حوالي 586 نسمة ارتفع إلى 3600 نسمة عام 2017 حسب الإحصائيات الفلسطينية ويعود السكان بأصولهم إلى طوباس وشرق الأردن.

إن الاحتلال الإسرائيلي يحارب الوجود الفلسطيني بحرمانه من كافة مقومات الحياة وينتهك كافة القوانين والمواثيق الدولية ويجردهم من حقوقهم التي نادت بها المحافل الدولية منها ما يلي:

انتهاك الحق في المياه :

•   الحق في الوصول إلى المياه هو حق إنساني أساسي، وقد أكدت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها رقم 64/292 (2010)، الذي ينص على أن "المياه النظيفة الصالحة للشرب والصرف الصحي حق من حقوق الإنسان، لا غنى عنه من أجل التمتع الكامل بالحياة وجميع حقوق الإنسان".
•   ما قامت به سلطات الاحتلال يُشكّل حرمانًا متعمدًا من الوصول إلى مصدر مياه آمن ومستدام، ويمثل خرقًا مباشرًا للعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، خصوصًا المادة 11 (الحق في مستوى معيشي لائق) والمادة 12 (الحق في الصحة، بما في ذلك النظافة والمياه.

انتهاك بيئي:

•   تدمير منشآت المياه الزراعية في منطقة تعاني من شح في الموارد الطبيعية يُعد انتهاكًا بيئيًا مقصودًا، يؤثر على النظام البيئي المحلي، ويزيد من خطر التصحر، ويقوض ممارسات الزراعة المستدامة.
•   الاحتلال، من خلال هذا الإجراء، يُمارس سياسة ممنهجة لتجفيف مصادر الحياة الفلسطينية في الريف الشرقي لطوباس، عبر تدمير مقومات الزراعة والمياه معًا.

انتهاك للحق في العمل والحياة الكريمة:

• هدم الحاووز دمّر مصدر دخل مباشر لعائلة مكونة من 9 أفراد، وأدى إلى تجريف منظومة اقتصادية مصغرة تخدم عشرات المزارعين.
•   الانتهاك يندرج ضمن سياسات ممنهجة لتجويع السكان ودفعهم إلى الهجرة القسرية، ما يعدّ شكلًا من أشكال التهجير غير المباشر.

وفي الختام:

ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في قرى طوباس مثل التياسير لا يمكن النظر إليه على أنه مجرد "إجراءات إدارية"، بل هو جزء من سياسة استعمارية ممنهجة تستهدف تجريد الفلسطينيين من أبسط حقوقهم: التعليم، المياه، البيئة، والعيش الكريم.