مستعمرون يطلقون أغنامهم ترعى في الأراضي الزراعية أدى إلى تخريب 16 دونماً مشجرة بالزيتون واللوزيات في بلدة سبسطية / محافظة نابلس | LRC

2025-09-10

مستعمرون يطلقون أغنامهم ترعى في الأراضي الزراعية أدى إلى تخريب 16 دونماً مشجرة بالزيتون واللوزيات في بلدة سبسطية / محافظة نابلس

  • الانتهاك: تخريب وإتلاف 16 دونم مشجرة باللوزيات والزيتون.
  • الموقع: بلدة سبسطية الواقعة الى الشمال من نابلس.
  • تاريخ الانتهاك: 10/09/2025.
  • الجهة المعتدية: المستعمرون.
  • الجهة المتضررة: المزارع جواد يوسف محمد غزال.

تفاصيل الإنتهاك:

يواصل المستعمرون القاطنون في البؤر الرعوية المنتشرة في سهل دير شرف وقرية رامين اعتداءاتهم على الحقول الزراعية في منطقة "المسعودية" الواقعة إلى الشمال من بلدة سبسطية في محافظة نابلس، حيث أن وتيرة تلك الانتهاكات بدأت تتزايد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، لدرجة أن منطقة المسعودية بأكملها باتت مهددة بالكامل على امتداد يزيد عن 300 دونم مشجرة في معظمها بالزيتون واللوزيات بفعل أعمال العربدة والتخريب التي ينتهجها هؤلاء المستعمرون.

وبحسب المستجدات الأخيرة، فإن مجموعة من المستعمرين تحديدًا من البؤرة القائمة في سهل دير شرف قد أقدموا عصر يوم الأربعاء الموافق العاشر من شهر أيلول من العام 2025م على إطلاق قطيع أغنام مكون من حوالي 70 رأساً صوب الأراضي الزراعية في منطقة "المسعودية"، تحديداً كان التركيز على قطعتين زراعيتين في منطقة المسعودية تعود ملكيتهما إلى المزارع جواد يوسف محمد غزال من سكان بلدة سبسطية، وقد سبق ذلك قص السياج المعدني الذي وضعه المزارع في محيط القطعتين بواسطة أدوات حادة كانت مع هؤلاء المستعمرين، وهذا بدوره كان كفيلاً في حدوث أضرار جسيمة تمثلت في تخريب الأشجار والغراس، علما بأن القطعة الأولى تبلغ مساحتها 10.5 دونم وتحتوي 250 شجرة زيتون منها 225 شجرة بعمر 35 عام وأيضاً 25 شجرة أخرى معمرة يزيد عمرها عن 90 عاماً وقد أُتلفت سابقاً من قبل نفس المجموعة من المستعمرين في تاريخ 28/7/2025م. أما القطعة الثانية فتبلغ مساحتها 5.5 دونم وتوجد بها 100 غرسة لوزيات بعمر 3 أعوام.

وقد أفاد المزارع المتضرر لباحث المركز بالتالي:

"أمتلك قطعتين من الأرض تبلغ مساحتهما الإجمالية 16 دونم وهي قطع طابو أردني ورثتها أب عن جد، حيث كانت تلك القطع وحتى لسنوات طويلة تزرع بالحبوب بالإضافة إلى أشجار اللوزيات والزيتون، وهي مصدر دخلي بعد الاتكال على الله".

وأضاف القول:

"ما حصل أنه منذ إقامة البؤر الرعوية في منطقة دير شرف ومنطقة راس قابوس ونحن في دوامة الصراع مع المستعمرين، تارة يقومون بسرقة السياج وتارة أخرى بسرقة المعدات الزراعية وساعة المياه، وفي شهر تموز الماضي قاموا بقطع لي 25 شجرة زيتون معمرة، وقبل أيام تفاجأت بقيام المستعمرين بقص السياج المعدني الذي وضعته حول أرضي، ومن ثم قاموا بإطلاق قطعان الأغنام صوب الأشجار وقد قامت تلك الأغنام برعي وإتلاف كامل الأشجار بسبب الرعي الجائر مما ألحق الضرر في 225 شجرة زيتون و100 غرسة لوزيات، وهذا ألحق الضرر النفسي بي وتسبب بمعاناة كبيرة لي".

واستطرد قائلا:

"في كل مرة كنت أذهب فيها إلى أرضي كنت أواجه المستعمرين وجيش الاحتلال على حد سواء، فجيش الاحتلال يحاول دائماً عرقلتي في الوصول إلى أرضي وقد حاول مرات كثيرة منعي من دخول أرضي تحت أسباب أمنية لدرجة بات معها الذهاب هناك رحلة من العذاب والمشقة، رغم ذلك لدي إصرار على الذهاب والحفاظ على أرضي التي كانت تعطيني ما لا يقل عن 60 تنكة زيت زيتون في كل موسم، كنت أبيع قسم منها لتأمين دخل عائلتي وقسم آخر أحتفظ به لتأمين قوتي من زيت الزيتون".

يذكر أن منطقة المسعودية وأراضي بلدة سبسطية تشهد هجمات شبه يومية من قبل المستعمرين على الأراضي الزراعية هناك، حيث يحاول المستعمرون منع المزارعين من التواجد هناك وسلبهم حقهم الطبيعي في فلاحة أرضهم، علما بأن الباحث الميداني قد وثق على مدار العامين الماضيين عدد كبير من تلك الاعتداءات وفي نفس الموقع.

بلدة سبسطية[1]:

تقع بلدة سبسطية على بعد (12)كم الجهة الشمالية الغربية من مدينة نابلس، ويحدها من الشمال قرية برقة، ومن الغرب قرية المسعودية، ومن الشرق نصف جبيل، ومن الجنوب قريتي الناقورة ودير شرف. ويبلغ عدد سكانها 3205 نسمة حتى عام 2017م. وتبلغ مساحة القرية الإجمالية 16,225 دونماً منها 521 دونم عبارة عن مسطح بناء للقرية. هذا وتصنف أراضي القرية حسب اتفاق أوسلو إلى:

مناطق A(8942 ) دونم

مناطق مصنفة B(4980) دونم.

مناطق مصنفة C(2303) دونم.

الرعي الجائر في الأراضي الزراعية الفلسطينية إحدى الانتهاكات البيئية الاسرائيلية الاحتلالية:

إن ممارسة الرعي الجائـر في الأراضي المزروعة قد يؤدي الى تعرية التربة وتآكلها، كذلك يؤدي الى التقليل من التنوع الحيوي، وينتج عنه ّأيضاً تقليل الانتاجية والتنوع البيولوجي والذي يعد أحد أسباب التصحر.

يؤدي الدوس المستمر للعديد من الحيوانات على النباتات في المساحة الخضراء الى تسريع موت النبانات والغطاء النباتي، حيث أن الحيوانات تدوس أثناء الرعي على براعم النمو الجديدة في النباتات وهذا يؤدي الى تآكل التربة، الأمر الذي يتسبب بتدهور للاراضي الزراعية، وفي المناطق مثل قرية بردلة تكون نسبة الضرر كبيرة جداً مما يؤدي الى استمرار حدوث عملية التصحر أيضاً في المناطق الزراعية، وبالتالي احداث أضرار بالبيئة[1].

وبلا أدنى شك فإن الرعي الجائر من قبل عناصر مستعمري الاحتلال يسعى بالأساس الى جعل التربة متصحرة وغير قابلة للحياة من أجل تيئيس أصحاب الأرض الفلسطينيين من إمكانيات الاستفادة منها مما سيدفعهم لتركها والهجرة عنها، لذا فهم يطلقون أغنامهم ومواشيهم في الأراضي الفلسطينية المزروعة بالحبوب أو الخضار أو المخصصة لرعي الاغنام ويمنعونها عن أصحابها، ويكررون الرعي الجائر حتى تصبح التربة خالية من أي أصول أو بذور مما يهدد بانقراض التنوع الحيوي النباتي وبالتالي يهدد التنوع الحيواني وهذا يؤدي بالضرورة الى تهديد التنوع الحشري ويهدد الحياة البرية والنباتية في الأرض. إن رعاة الأغنام من المستوطنين المستعمرين يطلقون مواشيهم في الأرض فقط لكنهم لا يحرثونها للأمطار ولا يزرعونها ولا يعتنون بها زراعياً بل يتركونها بوراً وهذا ما يضاعف من القضاء على تنوعها الحيوي وذلك ببساطة لأنها ليست لهم فهم مارقون سارقون وليسوا مالكون، بينما الفلسطيني تراه يشبه الأرض لأنه لا يفارقها يعانقها وباستمرار يحاورها، فأصحاب الأرض الحقيقيون يحرصون على الرعي الجزئي في مواسم مخصصة تحفظ الأنواع ولا تهدد الحياة البرية، بل يحرصون على الأحياء الدقيقة وعلى النباتات الطبية وذات الندرة، يحرصون على تواصلهم في الأرض لأنهم يرتبطون بها ارتباطاً تاريخياً حتى أصبحت جزءً من الثقافة الشعبية الفلسطينية، إن صاحب الأرض الحقيقي يحرص على إنمائها لا إلى تدهورها لذا بقيت الأراضي الزراعية في فلسطين في حالة تطور واستمرارية منذ آلاف السنين ولكن الاحتلال جعل مواقع عديدة منها متصحرة وبهدف سياسي استعماري تهجيري من أجل أن تصبح هذه المراعي لقمة صائغة للاحتلال ومستعمريه[1].

[1] المصدر: نشرة خاصة أصدرها مركز أبحاث الاراضي – كانون أول 2024 بعنوان (البؤر الاستيطانية الرعوية نقطة انطلاق لنهب المزيد من الأراضي الفلسطينية).

[1] المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز أبحاث الأراضي.

مشروع: حماية الحقوق البيئية الفلسطينية في مناطق "ج" SPERAC IV - GFFO

Disclaimer: The views and opinions expressed in this report are those of Land Research Center and do not necessarily reflect the views or positions of the project donor; the Norwegian Refugee Council.

إخلاء المسؤولية: الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا التقرير هي آراء ووجهات نظر مركز أبحاث الأراضي ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر أو مواقف الجهة المانحة للمشروع؛ المجلس النرويجي. للاجئين

الصور المرفقة للأضرار الناجمة عن الرعي في أراضي المزارع جواد غزال