تجريف قطعة أرض وإقامة بؤرة استعمارية عليها في قرية الريحية جنوب الخليل | LRC

2025-09-10

تجريف قطعة أرض وإقامة بؤرة استعمارية عليها في قرية الريحية جنوب الخليل

الإنتهاك: إقامة بؤرة استعمارية.

تاريخ الانتهاك: 10/9/2025م.

الموقع: خلة المعاصر –الريحية/ محافظة الخليل.

الجهة المعتدية: المستعمرون.

الجهة المتضررة: أهالي قرية الريحية.

التفاصيل:

أقام المستعمرون، يوم الأربعاء الموافق 10 أيلول 2025، بؤرة استعمارية جديدة على أراضي قرية الريحية جنوب محافظة الخليل، بعد أن استولوا على قطعة أرض تعود لمواطنين من البلدة.

ففي ساعات الصباح الباكر، لاحظ أهالي القرية آلية مجنزرة تابعة للمستعمرين تقوم بتجريف أراضٍ في منطقة "خلة المعاصر" شمال البلدة، حيث عملت الآلية على تهيئة المكان في تلك التلة، وفي ساعات قبل الظهر، وصلت شاحنات محملة بمساكن متنقلة، وقامت الرافعات المرافقة لها بإنزالها ووضعها على قطعة الأرض التي جرى تسويتها وتأهيلها.

ففي ذلك اليوم، نقل المستعمرون نحو ثمانية مساكن متنقلة، بالتزامن مع استمرار أعمال الحفر والتهيئة، ثم عادوا في اليوم التالي ونقلوا حوالي ثمانية مساكن أخرى، كما قامت آلية الاحتلال (الحفار) بحفر حفرة في الطرف الجنوبي من البؤرة، تبيّن لاحقًا أنها حفرة امتصاص مخصصة لمساكن البؤرة، بعد أن شوهدت أنابيب تصلها بها.

وتعود ملكية الأراضي التي أقيمت عليها البؤرة الجديدة إلى مواطنين من عائلة الطوباسي التي تقطن قرية الريحية، وتقع هذه الأراضي في الحوض الطبيعي رقم 4 بموقع خلة المعاصر.

ووفقًا للمواطن ناصر أحمد عطية الطوباسي (50 عامًا)، وهو أحد مالكي الأراضي في الموقع، فإن العائلة تملك وثيقة الطابو العثماني التي تثبت ملكيتها لحوالي 600 دونم في منطقة خلة المعاصر، وأكد الطوباسي أن المستعمرين أقاموا بؤرتهم على أراضٍ ذات ملكية خاصة، وليست على أراضٍ مصنفة "أراضي دولة" أو مصادرة كما يدّعي الاحتلال في مناطق أخرى.

وأضاف الطوباسي:

"في عام 2007 قمنا باستصلاح جزء من أراضينا في خلة المعاصر، فاعترضتنا سلطات الاحتلال وأوقفت العمل في الموقع، لكننا أعددنا ملف اعتراض قانوني وتقدمنا به عبر محامي هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وسارت القضية إلى أن وصلت محكمة الاحتلال العليا، حيث أبرزنا وثيقة الطابو العثماني – التركي، وأصدرت المحكمة قرارها بأن هذه الأراضي ذات ملكية خاصة، ولنا الحق في استخدامها".

وتابع الطوباسي:

"على مقربة من البؤرة الجديدة يملك والدي وأعمامي قطعة مساحتها قرابة 40 دونم مزروعة بأشجار زيتون مثمر يتجاوز عمره عشرات السنين، وفي العام الماضي تمكنا بصعوبة من الوصول إليها وقطف ثمارها بعد أن اعترضنا المستعمرون عدة مرات، لكننا نخشى هذا العام أن يقوم المستعمرون أو سلطات الاحتلال بمنعنا من الوصول إليها، مما قد يؤدي إلى خسارة ثمار هذه الأراضي التي تنتظرها منذ مدة طويلة، وأصبحت البؤرة تبعد حوالي 100 م عن حقول الزيتون".

وعلى أرض الواقع فقد أقام المستعمرون بؤرتهم على بُعد حوالي ( 600 م) جنوب غرب مستعمرة " حاجاي" المقامة منذ العام 1988على أراض مصادرة لمدينة الخليل وبلدة دورا ، وكانت الأطماع الاستعمارية في هذه التلة قد ظهرت في شهر كانون الأول 2023م، حين قام المستعمرون بشق طريق استعماري في تلك الاراضي، حيث عملت آليات المستعمرين على شق طريق من الجهات الشرقية والغربية من التلة، علماً بأن المستعمرين كانوا قد أقاموا قبل سنوات هيكلاً وبرجاً في ذات الموقع الذي أقيمت عليه البؤرة الجديدة.

وبالنظر إلى الأراضي في ذات التلة فهناك حوالي ( 1500 دونم) من الأراضي المراعي التي يستخدمها مزارعوا قرية الريحية ومخيم الفوار المجاور والأحياء الشرقية من مدينة الخليل كخربة قلقلس، فضلاَ عن حوالي ( 150 دونماً) مزروعة بأشجار الزيتون واللوزيات والأشجار الحرجية.

وفي أول تعليق لمجلس قروي الريحية على الأضرار والمخاطر التي تتهدد القرية جراء إقامة هذه البؤرة، أفاد السيد أسامة خليل الهرش، عضو المجلس القروي قائلاً:

"أقام المستعمرون بؤرتهم الجديدة على أراضي القرية، تحديدًا في المنطقة التي تُعدّ الامتداد العمراني الاستراتيجي الذي يعتمده المجلس القروي ويخطط له، والذي كان من المتوقع أن يتوسع فيه سكان القرية، وبذلك أصبحت القرية محاصَرة ، فيما كان المنفذ الوحيد للتوسع العمراني والاستصلاح الزراعي والأنشطة الزراعية الأخرى هو المنطقة الشمالية، إلا أن مستعمرة "حاجاي" التي تواصل التمدد على جزء من أراضي القرية وأجزاء من أراضي مدينة الخليل، إضافة إلى البؤرة الاستعمارية التي أُنشئت مؤخرًا، ستؤديان إلى تقييد وإعاقة التوسع السكاني والعمراني والنشاط الزراعي في هذه المنطقة الحيوية وذات البعد الاستراتيجي، كما يُخشى أن ُيُقدِم المستعمرون على ملاحقة أو الاعتداء على المزارعين الذين سيتوجهون الشهر القادم لقطف ثمار زيتونهم، حيث جاء إقامة هذه البؤرة بالتزامن مع موسم قطف الزيتون، وتُعرف المنطقة بزراعة الزيتون المثمر، إذ تبلغ مساحة الأراضي المزروعة ما يقارب 150 دونمًا من أشجار الزيتون المعمّرة التي يزيد عمرها عن عشرات السنين، ويعتمد عليها عشرات المزارعين والأسر من أبناء القرية كمصدر رزق أساسي".

وعن الأطماع الاستعمارية في هذا الموقع، أشار عضو المجلس القروي إلى أن سلطات الاحتلال كانت قد هدمت في نيسان/أبريل 2025 أربعة منازل تعود لمواطنين من أبناءعائلته، كانت قد أقيمت في هذه المنطقة التي استولت المستعمرة لاحقًا على جزء منها، وقال: " رغم أن أصحاب المنازل تقدموا بجميع الإجراءات القانونية اللازمة، وطلبات الترخيص، وقاموا بتوكيل محامين لمتابعة ملفاتهم، إلا أن الاحتلال أصرّ على هدمها بذريعة البناء غير المرخّص. واليوم يتضح أن عملية الهدم كانت تمهيدًا لإقامة هذه البؤرة الاستعمارية على أراضي المواطنين، ويدعم التخوف من إقدام سلطات الإحتلال على منع التوسع العمراني أو البناء في هذه المنطقة، وبذلك العمل على إيجاد ضائقة سكانية في القرية".

مخطط هندسي آخر لتوسعة مستعمرة " حاجاي"

وفي إطار السيطرة الاستعمارية على مزيد من الاراضي في محيط مستعمرة حاجاي، وفضلاً عن البؤرة الاستعمارية الجديدة، فقد أعلنت "اللجنة الفرعية للإستيطان" في تاريخ ( 14 آب 2025م)، عن طرح مخطط تنظيمي تفصيلي لتوسعة مستعمرة " حاجاي" على مساحة ( 134 دونماً) ولبناء ( 135) وحدة استعمارية، على أراضي بلدة دورا ومدينة الخليل.

ويحمل المخطط الهندسي الرقم ( 517/2) وسيأتي على معظم الأراضي الواقعة ما بين المستعمرة والبؤرة الإستعمارية المقامة حديثاً، وجاء المخطط بإسم " الحي الغربي" أي لبناء هذا الحي في الطرف الغربي من المستعمرة.

المخطط رقم 517/2 لتوسعة مستعمرة حاجاي – الحي الغربي

ويقع المخطط الإستعماري الجديد في الحوض الطبيعي رقم (5) من أراضي الخليل– جزء من موقع الحرايق، وفي الحوض الطبيعي رقم ( 5) من أراضي دورا – جزء من موقع الحرايق، ويهدف إلى (تغيير التخصيص من مساحة للتخطيط المستقبلي، منطقة سكنية أ، أرض زراعية لمناطق سكنية أ و - ب ، مباني ومؤسسات عمومية، تجارة ومباني ومؤسسات عمومية،مساحة عمومية مفتوحة، مساحات مفتوحة، لمنتزهحديقة عمومية، منشآت هندسية، مساحة للتخطيط المستقبلي لطرق (- وفقاً لنص الإعلان.

ويأتي طرح هذا المخطط بالتزامن مع إقامة البؤرة الإستعمارية الجديدة، مما يدل على جحم الأطماع الإستعمارية في هذه المنطقة، وفي ظل تصاعد وتيرة الإستيطان والأنشطة وبشكل ملحوظ في الضفة الغربية المحتلة.

تعريف بقرية الريحية [1]:

تقع الريحية جنوب مدينة الخليل وتبعد عنها نحو 12 كيلومترا ، ويبلغ عدد سكانها نحو 6000 نسمة، تسكنها عوائل الطوباسي، الحلاق، الهرش، أبو الحلاوة، الصوص، القر، النجار، ويديرها مجلس قروي، ويوجد في القرية شبكة مياه وكهرباء وهواتف ، وبها مدرستان اساسيتان ومدرستان ثانويتان، وروضة اطفال، وثلاث جمعيات تعاونية وسبعة مساجد. ويحد القرية من الشرق بلدة يطا، ومن الغرب مخيم الفوار للاجئين ، ومن الشمال مستعمرة ‘ حاجاي، ومن الجنوب بلدة يطا.

مشروع: حماية الحقوق البيئية الفلسطينية في مناطق "ج" SPERAC IV - GFFO

Disclaimer: The views and opinions expressed in this report are those of Land Research Center and do not necessarily reflect the views or positions of the project donor; the Norwegian Refugee Council.

إخلاء المسؤولية: الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا التقرير هي آراء ووجهات نظر مركز أبحاث الأراضي ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر أو مواقف الجهة المانحة للمشروع؛ المجلس النرويجي. للاجئين

صور للبؤرة  الاستعمارية على أراضي قرية الريحية