الإنتهاك: تجريف أراضي وشق طريق استعماري.
تاريخ الإنتهاك: أيلول وتشرين أول 2025.
الموقع: جنوب بلدة السموع/ محافظة الخليل.
الجهة المعتدية: المستعمرون.
الجهة المتضررة: مواطنون من عائلتي ابو الكباس والسلامين.
التفاصيل:
جرّف المستعمون مساحاتٍ من أراضي المواطنين في بلدة السموع جنوب محافظة الخليل، وشقوا طرقاً فيها وأقاموا مزرعة للعنب، ولا زالت أعمال التجريف مستمرة حتى تاريخ إعداد هذا التقرير – 21/10/2025-
وقد تركزت أعمال التجريف في منطقتين جنوب البلدة ( خلة نياص) و( القطفة/ واد العلالي)،وفي مايلي تفاصيل ما يجري هناك:
أولاً: أعمال التجريف في منطقة " خلة نياص":
ففي تاريخ 18/9/2025 استقدم المستعمرون حفارًا خاصاً، وبدأوا بشق طريق في أراضي المواطنين الزراعية في منطقة خلة انياص جنوب البلدة، حيث بدأت أعمال التجريف في أراضٍ تعود لعائلة أبو الكباش، وانطلق الحفار في أعمال شق الطريق بالقرب من الشارع الالتفافي رقم ( 213) بمحاذاة مستعمرة " أسيئايل"، واستمر في أعمال شق الطريق التي بلغت حالياَ حوالي (1.5 كيلومتر)، ووصلت إلى الطرف الجنوبي من بلدة السموع.
وأفاد المواطن المتضرر جميل عيد أبو الكباش البالغ من العمر 40 عاماً، في حديثه لباحث المركز بالتالي:
"تملك عائلتي قطعة أرض مساحتها حوالي 120 دونماً في منطقة خلة انياص، منها مساحات مزروعة بأشجار الزيتون التي يبلغ عمرها حوالي 20 عاماَ، وأخرى فيها عدد من الأشجار الحرجية، وأخرى مراعي، ومساحات تُفلح بالمحاصيل الشتوية، وقد تفاجأنا في ذلك اليوم بقيام المستعمرين بشق طريق بالقرب من مستعمرة "أسيئايل" جنوباً، ثم توجهوا إلى جنوب البلدة وألحقوا أضرارًا كبيرة في أراضينا، حيث قامت آلية المستعمرين بشق الطريق في منتصف القطعة فقسمتها إلى قسمين، وجاء الطريق الذي شقه المستعمرون بشكل يلتف حول الأراضي، وباتت محاصرة بالإضافة إلى قسمتها إلى قسمين، ولا نعرف إلى أين سيستمر هذا الشارع الذي شقه المستعمرون، ونخشى من قيامهم ببناء بؤرة استيطانية عند النقطة التي ينتهي فيها العمل في الطريق" .
آلية المستعمرين تشق الطريق في أراضي خلة نياص/ بلدة السموع
وأوضح أبو الكباش أن المستعمرين أقدموا على شق الطريق في أراضيهم دون توجيه أي إخطارات مسبقة بمصادرتها أو بالاستيلاء عليها، بل تفاجأوا بما قاموا به، منوهاً إلى أن المستعمرين وجنود الاحتلال كانوا قد لاحقوه قبل نحو عامين حين حاول الإقامة في أراضيه مع أغنامه، حيث حاول بناء غرفة زراعية من الشادر والأخشاب في أرضه، وجلب أغنامه إلى هناك لرعيها في الأراضي الزراعية وسقيها من البئر القديم الموجود في الأرض، لكن جيش الاحتلال والمستعمرين قاموا بمطاردته ومنعوه من بناء الغرفة فعاد إلى بلدته بعد هذا المنع.
وأشار المواطن أبو الكباش إلى أن الطريق التي يشقها المستعمرون أتت على أطراف حقول الزيتون في مسار الطريق، حيث تنتشر عدة كروم زيتون على امتداد الطريق الاستعمارية الجديدة.
وبعد مرور نحو شهر من بدء العمل في شق هذا الشارع الاستعماري لا يزال العمل جارياً في الموقع، حيث قامت آليات المستعمرين بشق حوالي (1.5 كيلومتر)، دون معرفة إلى أين سيتوقف العمل في هذا الطريق.
ثانياً: أعمال التجريف في منطقة ( القطفة/ واد العلالي):
ففي حوالي الساعة الثامنة من صباح يوم الاثنين الموافق 20/10/2025، استقدم المستعمرون حفارين ووصلوا إلى منطقة القطفة أو وادي العلالي جنوبي البلدة، وشرعوا بأعمال تجريف في أراضٍ تعود ملكيتها لعائلة السلامين من بلدة السموع، وحين حاول المواطنون الوصول إلى المكان لاستيضاح ما يقوم به المستعمرون، اعترضوهم وأخبروهم بأنهم ينوون إقامة مزرعة للعنب في الموقع.
وأفاد المواطن المتضرر كرم راشد السلامين، البالغ من العمر 49 عاماً، في حديثه لباحث المركز بمايلي:
" يملك والدي قطعة أرض مساحتها 55 دونماً في منطقة القطفة أو وادي العلالي جنوب بلدة السموع، وقد ورثها عن والده، ونملك فيها وثائق ملكية منذ عام 1960، وهي مسجلة في سجلات المالية، ولدينا إخراج قيد مالية فيها، وقد تفاجأنا بما قام به المستعمرون من تجريف لأراضينا في المكان، وحين توجهنا إلى الموقع أبرزنا لهم وثائق الملكية؛ لكنهم تجاهلوها واستمروا في أعمال التجريف، وأخبرونا بأنهم سيقيمون مزرعة للعنب على أراضينا، وبعد مرور يومين كانت الآليات قد جرفت حوالي دونمات من أراضينا ولا يزال العمل مستمراً فيها، دون معرفة ما هي المساحات التي ينوون تجريفها وإقامة مزرعة العنب عليها".
آليات المستعمرين تحرف أراضي المواطنين في منطقة القطفة/ وادي العلالي- السموع
وأشار السلامين إلى أن المستعمرين كانوا قبل حوالي عامين قد استولوا على قطعة أرض مساحتها نحو 100 دونم تعود لعائلة السلامين أيضاً، تقع على بعد حوالي 400 متراً من موقع التجريف، وأنشؤوا عليها مزرعة للعنب بعد أن أهلوا الموقع ومدّوا شبكة مياه من مستعمرة " شمعة" البعيدة حوالي ( 1.5 كيلومتر) نحو الغرب، وباتوا يروون أشجار العنب منها وسيطروا على الموقع بشكل كامل.
ونوّه السلامين أيضاً إلى أن المستعمرين قاموا بالاعتداء على أراضيهم وتجريفها في هذه المرة، كما فعلوا في المرة السابقة، دون توجيه إخطارات بمصادرتها أو بالاستيلاء عليها.
تجدر الإشارة إلى أن مزارع العنب التي يقيمها المستعمرون باتت تنتشر بشكل واضح ومتصاعد في أراضي محافظة الخليل، وباتت مزارع المستعمرين ظاهرة للعيان وتغطي مساحة حوالي ( 1600 دونم) من الأراضي المزروعة بالعنب في محيط المستعمرات.
وتأتي إقامة هذه ( البؤر الزراعية) وخاصة مزارع العنب على أراضي محافظة الخليل، التي تشتهر بعنبها وكرومها وارثها التاريخي الزراعي في هذا الصنف من الأشجار، كما تأتي إقامة هذه البؤر الزراعية وتربية وتنمية أشجار العنب فيها، في الوقت الذي يقوم فيه المستعمرون بإقامة بؤر رعوية تقوم على تربية المواشي والأبقار وسط كروم العنب الفلسطينينة وخاصة في بلدات بيت أمر وحلحول شمال الخليل، حيث أصبحت كروم العنب في هذه المناطق بشكل خاص وفي مناطق أخرى مرتعاً وحظائر لأغنام وأبقار المستعمرين، بل بات الغزو الزراعي يجتاح المحافظة، وباتت إحلال مزارع المستعمرين مكان كروم المواطنين ظاهراً ومتصاعداً بشكل كبير.
تجريف الأراضي والاعتداء على الأشجار ... اعتداء صارخ على البيئة الفلسطينية:
تتصاعد وتيرة هجمات المستعمرين والجيش على الأشجار الفلسطينية، حيث وبحسب فريق البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي فإن الاحتلال استهدف خلال عام 2024 أكثر من 59,740 منها منها 34,200 غرسة - هي الأعلى منذ 10 سنوات ماضية-، 89% من هذه الأشجار أعدمت بالكامل كما تم تجريف أكثر من 1000 دونم وهو ما ينذر بكارثة بيئية حقيقية خاصة أنه عند فقدان الأشجار سواء بالقطع أو الحرق أو التسميم فإنه ينتج عن ذلك نقص في عدد الأشجار مما يعني تقلص مساحة الغطاء النباتي والتي تمد المنطقة بكميات كبيرة من الأوكسجين وتخلصها من غاز الكربون، كذلك عند فقدان الأشجار تصبح الحيوانات غير قادرة على العثور على مأوى وغذاء وبالتالي تهدد بانقراض بعض الحيوانات بسبب تدمير موطنهم الطبيعي وهذا يضر بالتنوع الحيوي.
مشروع: حماية الحقوق البيئية الفلسطينية في مناطق "ج" SPERAC IV - GFFO
Disclaimer: The views and opinions expressed in this report are those of Land Research Center and do not necessarily reflect the views or positions of the project donor; the Norwegian Refugee Council.
إخلاء المسؤولية: الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا التقرير هي آراء ووجهات نظر مركز أبحاث الأراضي ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر أو مواقف الجهة المانحة للمشروع؛ المجلس النرويجي. للاجئين