بالتزامن مع بدء موسم القطاف .. مستعمرون يغلقون  ما يزيد عن 400 دونم   في قرية أم صفا ويعرقلون جني ثمار الزيتون | LRC

2025-10-09

بالتزامن مع بدء موسم القطاف .. مستعمرون يغلقون ما يزيد عن 400 دونم في قرية أم صفا ويعرقلون جني ثمار الزيتون

  • الانتهاك: إغلاق 400 دونم  ومنع جني ثمار الزيتون.
  • الموقع:  قرية أم صفا الواقعة الى الشمال من مدينة رام الله.
  • تاريخ الانتهاك:  شهر تشرين الأول من العام 2025م.
  • الجهة  المعتدية:  البؤرة الاستعمارية في منطقة " الراس".
  • الجهة المتضررة: أهالي القرية عامة والمزارعون خاصة.

تفاصيل الانتهاك:

على التلال الغربية من قرية أم صفا، تقع منطقة الرأس التي لطالما امتازت بطابعها الزراعي الهام ووفرة أشجار الزيتون المعمّرة على امتداد يزيد عن 400 دونم، تشكل غطاءً بيئياً متنوعاً وفريداً من نوعه، وكانت تشكل في السابق مصدر دخل رئيسياً لمعظم العائلات الزراعية في القرية.

غير أن هذا الواقع تبدد سريعاً منذ السابع من أكتوبر عام 2023، حيث تم إنشاء بؤرة استعمارية رعوية على قمة الجبل في منطقة الرأس فوق قطع أراضٍ مملوكة ملكية خاصة لعائلتي صباح وطناطرة، إضافة إلى جزء من الأراضي التي يصنفها الاحتلال بأنها "أراضي دولة".

وقد لعبت هذه البؤرة الاستعمارية دوراً محورياً في إغلاق كامل المنطقة من قبل المستعمرين وجيش الاحتلال معاً، ومنع جميع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم سواء لخدمتها أو لجني ثمار الزيتون.

وفي موسم الزيتون الحالي 2025، فرض الاحتلال الإسرائيلي إغلاقاً شاملاً على منطقة الرأس، وكذلك على الأحواض الزراعية القريبة منها وهي: البغض، الحجارة السواد، الواد الغربي، وتعميرة الجدوع، الواقعة ضمن الأحواض رقم 11 و14 من أراضي القرية، بمساحة تزيد عن 400 دونم، حيث تم منع المزارعين من جني ثمار الزيتون نهائياً.

وعلى الرغم من مناشدات المزارعين للمنظمات الدولية والحقوقية، إلا أن الاحتلال استمر في منع أي مزارع من الاقتراب من المنطقة، في الوقت الذي سهل فيه للمستعمرين مواصلة التوسع على حساب الأراضي الزراعية وتنفيذ أعمال هدم وتخريب للمنشآت الزراعية، شملت هدم غرف زراعية واقتلاع أعداد كبيرة من الأشجار، وعلى مدار العامين الماضيين، تم توثيق قيام المستعمرين بتجريف أكثر من 35 دونماً واقتلاع 450 شجرة زيتون مثمرة ومعمرة، مستغلين حالة الإغلاق الكامل المفروضة على المنطقة.

المزارع مروان صباح، رئيس المجلس القروي وأحد المزارعين المتضررين، وهو معيل لأسرة مكونة من سبعة أفراد بينهم ثلاث إناث وطفل واحد، أفاد قائلاً:

"أمتلك 13 دونماً مزروعة بأشجار الزيتون المعمر بعمر يزيد عن 80 عاماً، وكنا نجني ثمارها كل عام دون مشاكل، وتنتج ما لا يقل عن 11 تنكة زيت زيتون في المواسم الجيدة، لكن ما حصل قبل نحو عامين هو أن الاحتلال استولى على قطعة أرض زراعية في منطقة الرأس، يدعي أن جزءاً منها يصنف كأراضي دولة، لتصبح البؤرة الاستعمارية على مسافة لا تتجاوز 200 متر من أرضي، ومنذ ذلك الحين لم أستطع الوصول إلى الأرض سوى مرة واحدة فقط، وفي كل محاولة نتعرض لاعتداءات من المستعمرين وجيش الاحتلال، الذي يعلن المنطقة مغلقة عسكرياً في كل مرة، ويماطل في إصدار التصاريح أو التنسيق لنا للوصول إلى الأرض خلال موسم الجني أو الحراثة، أدى ذلك إلى فشل الموسم الزراعي بالكامل، كما أصبحت الأعشاب تنتشر بين الأشجار مما يخلق بيئة مناسبة لإضرام النيران في أراضينا وإحراقها".

أما المزارع المتضرر عبد الله محمود عبيات، من سكان القرية والمعيل لأسرة مكونة من ثلاثة أفراد بينهم طفل وأنثى، فقال:

"قبل عامين، قام المستعمرون من نفس البؤرة بقطع وتخريب كامل الغراس التي زرعتها في أرضي بمساحة ثلاثة دونمات، حيث تم تدمير جميع الغراس، وفي موسم الزيتون الحالي، تم منعنا من جني ثمار الزيتون في قطع أخرى قريبة، حيث أمتلك هناك 19 دونماً مزروعة بأشجار الزيتون المعمر في محيط منطقة الراس، الخطر الأكبر الآن هو ما ينتظر هذه الأراضي الزراعية في المستقبل، فقد بدأت أخشى من أن يفرض الاحتلال سياسة الأمر الواقع عبر منعنا من دخول المنطقة بالكامل، ما يعني فقدان حقنا في الأرض وفلاحتها، هناك العشرات من الأراضي المزروعة بالزيتون التي لم يتمكن أصحابها من الوصول إليها حتى اليوم، وأصبح الوضع كارثياً بكل معنى الكلمة".

ومن الناحية الميدانية، تشير المتابعات إلى أن منطقة الرأس والأراضي المحيطة بها كانت تعد من المواقع الزراعية الأساسية لإنتاج زيت الزيتون في قرية أم صفا، إذ تشتهر المنطقة بوفرة أشجار الزيتون المثمرة والمعمّرة، وكانت تعد المصدر الرئيس لزيت الزيتون في القرية، أما اليوم، فلا يستطيع أي مزارع جني ولو حبة واحدة من ثمار الزيتون في تلك الأراضي، بعدما باتت القرية محاصرة بالاستيطان الذي يلتف حول معظم أراضيها ويلتهمها تدريجياً، فمن الجهة الغربية أقيمت البؤرة الاستعمارية في جبل القسطل عام 2020، إضافة إلى الطريق الالتفافي الذي يقسم أراضي القرية، ومن الجهة الجنوبية والشمالية تمتد مستعمرة عتيرت التي تستنزف أراضي القرية وتهدد وجودها بالكامل.

وقد وثق الباحث الميداني عدة اعتداءات نفذها المستعمرون في الأراضي الزراعية في منطقة الرأس وقرية أم صفا خلال العامين الماضيين، شملت أعمال تجريف واقتلاع وتخريب ممنهج.

ويجدر بالذكر أن جبل الرأس يعد موقعاً استراتيجياً حيوياً، إذ يشرف على قرى سلفيت ونابلس ورام الله، ويمكن من خلاله رؤية الساحل الفلسطيني، تبلغ مساحة الأراضي التابعة لأم صفا في الجبل نحو 400 دونم، بالإضافة إلى أراضٍ واسعة تعود لقريتي عارورة وعجول المجاورتين، يبعد الجبل حوالي 600 متر فقط عن مستعمرة "عتيرت"، وقد جرت عدة محاولات سابقة للاستيلاء عليه، حيث أعلن الاحتلال عن جزء منه كـ"أرض دولة" عام 1983، رغم وجود إخراجات قيد لدى الإدارة المدنية تثبت ملكية أهالي القرية للجبل، كما شهد شهر كانون الثاني عام 2024 قيام عدد من المستعمرين باستخدام جرافة لجرف ما يزيد عن 60 دونماً من أراضي الجبل.

 قرية  أم صفا:

يذكر  ان قرية  أم صفا تقع الى الشمال من مدينة رام الله على مسافة 12كم، يحدها من الشرق أراضي قريتي عجول وعطارة، ومن الشمال أراضي قريتي عجول ودير السودان، ومن الغرب أراضي قريتي دير نظام والنبي صالح، ومن الجنوب  أراضي قرى برهام، جيبياــ وكوير.

بلغ عدد سكان القرية حتى العام 2017م قرابة 670 نسمة، موزعين على عدد من العائلات  وهي: طناطرة، صباح، مصلح، عرقوب، مصلح، بحر، قنة وحمد.

بلغت المساحة الإجمالية للقرية 4403 دونم وبلغ مسطح البناء 93 دونم، وقد صادر الاحتلال 230 دونماً لصالح مستعمرتي “عتيرت” و”حلميش” الجاثمتين على أجزاء من أراضي القرية.